جورج شاهين
على عكس الأجواء المتشنجة التي سادت أمس ساحة النجمة جراء الغموض حول ما آلت اليه الجلسة الثالثة لطاولة التشاور، شهد المقر المؤقت لمجلس الوزراء ليل أمس جلسة عادية خلت من أي توتر، رغم التكهنات التي تحدثت عن مشادات متوقعة حول البند الخاص بتحويل ممثلية فلسطين في لبنان الى سفارة، بالنظر الى حجم الملاحظات التي عبر عنها رئيس الجمهورية اميل لحود، الذي نجح في سحب البند الخاص بها بهدوء لم ينتبه اليه معظم الوزراء، بالتنسيق مع وزير الخارجية فوزي صلوخ، الذي اعترض على إدراج البند على جدول الأعمال من دون علمه.
وفي وقت أقر المجلس البند الخاص بتعميم الحصانة الدولية على المقر الإضافي للجنة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القائم في فندق «بادوفا» في سن الفيل، في ثلاث دقائق، لم ينفع استحضار الوزير شارل رزق للقاضي رالف رياشي الى المجلس لاستشارته عند الحاجة. وعلمت «الأخبار» أن مشروع وزير التربية لتعيين المدير العام لوزارة التربية، غاب عن الجلسة لوروده من خارج جدول الأعمال.
وعلمت «الأخبار» أن السنيورة واثناء شرحه في بداية الجلسة للاتصالات التي أجراها مع الأمين العام للجامعة العربية بشأن الاجتماع الوزاري الخاص «بمجزرة بيت حانون» الفلسطينية، ومع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، للبحث في إجراءات مجلس الأمن، قاطعه الوزير جهاد أزعور وسأله اذا كان قد قدم لها التعازي بالانتخابات النيابية الأميركية؟ فقال السنيورة: نعم قدمت لها التعازي، لكنها شرحت لي كيف ان الرئيس رونالد ريغان بقي قوياً طوال ما بقي له من ولايته، بعد خسارة حزبه الانتخابات في المجلسين.
وعلمت «الأخبار» انه لدى البحث في التعويضات الخاصة بالشركات البحرية المتضررة من الإجراءات الجديدة في المرفأ، اعترض الوزير يعقوب صراف على الأمر، لأن الشركات قبضت تعويضاتها، فاعترض الوزير بيار الجميل ولفت الى أن شركة «سونابور» المعنية بالقرار، لم تتقاض حقوقها. فسأل لحود وزير المال رأيه في الملف، فطلب أزعور التأجيل الى الأسبوع المقبل.
كما علمت «الأخبار» أن الوزير فنيش أثار موضوع تكليف القوة الألمانية البحرية مهمات إضافية ضمن الأميال الستة القريبة من الشواطئ اللبنانية، فرد السنيورة والمر ونفيا الشائعات التي راجت حول الموضوع.
واعلن وزير الإعلام أن السنيورة أبلغ المجلس بأنه سيزور كوريا الجنوبية ليكون له اللقاء الأول مع الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، كما عمم على الوزراء تقريراً بالإنجازات التي حققتها الحكومة منذ تأليفها وملحقاص خاصاً بالإنجازات منذ حرب تموز الى اليوم، وطلب من الوزراء تقديم ملاحظاتهم قبل الاثنين المقبل لعرض الأمر على الجلسة المقبلة للمجلس.
وقال العريضي ان المجلس ناقش المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في فلسطين وطلب الى المجتمع الدولي التحرك لوقف المجازر واتخاذ الترتيبات التي تضمن ذلك.
كما قرر المجلس دعم صفيحة المازوت الأحمر بثلاثة آلاف ليرة، من منتصف الشهر الجاري حتى نهاية شباط المقبل لمواجهة أزمة التدفئة.
وكان لحود قد لفت لحظة وصوله الى المقر الدائم، الى انه منذ سنة حذر من أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة ستحرك الشعب الأميركي ضد رئيسه، وهذا ما حصل في الانتخابات الأخيرة، وستليها تغييرات في المنطقة، مجدداً الإشارة الى ضرورة توحّد اللبنانيين والعمل لتأليف حكومة وحدة وطنية.
وأضاف: هل من المعقول ان تتكرر قانا في فلسطين والعالم يتفرج، فيما المطلوب عقد اجتماع قمة للقادة العرب قبل ان يصل الدور الى الجميع، متسائلاً عن سبب التأخير في رفع الدعوى ضد اسرائيل، لوقف خروقها الأجواء اللبنانية كما حصل اليوم، إن شيئاً لم يحصل، وأين تطبيق القرار 1701؟
وعن المساعي السرية والعلنية لتأليف حكومة وحدة وطنية قال لحود: انا لم أتدخل حتى الآن وأنا لا أؤمن بوجود «زلم» بل بالكفاءات، وانا أنتظر اللقاء التشاوري والاتفاق الذي سيصلون اليه وعندها سيكون لي الرأي المناسب، فأنا من سيوقع المراسيم وكل الكلام من هنا وهناك لا يعنيني.
وعن رأيه في تصريحات الوزير رزق قال: لديّ أمور كثيرة أقولها، لكن «الوفاء حلو». وعن رفضه تحويل ممثلية فلسطين في لبنان الى سفارة قال: لقد نوقش الأمر من قبل، وكانت الخلاصة ان هذا التحول خطير لما يعنيه في شأن التوطين ومصير حق العودة وفق القرار 194، وهذا أمر يعني لبنان أكثر من غيره ولا يجوز ان يمر المشروع منعاً لتزكية الخلاف بين الفلسطينيين.
وعن رده على ربط حكومة الوفاق مع انتخاب بديل منه قال: انا باق حتى آخر لحظة من الولاية، والحديث عن «حالات حتماً فليسمحوا لنا بها». ولا أعرف أن أبيع او أشتري.
من جهته، خفف وزير الدفاع الياس المر من أهمية الحديث عن توتر في الجنوب ودهم دولي للقرى الجنوبية، «فهناك هدوء وتنسيق بين الجيش والقوات الدولية، ولا مداهمات للقوات الدولية الداعمة للجيش لا في حولا ولا في الخيام، إلا بعلم غرفة العمليات المشتركة». وعبر عن خشيته من احتمال ان تكون الشائعات مقدمة لاستهداف اليونيفيل. وتحدث المر عن المساعدات التي وصلت الى الجيش وتلك التي على الطريق، وستشمل حوالى 1000 آلية، وان مساعدات من فرنسا وبلجيكا بدأت بالوصول ومن اميركا على الطريق.
وأكد المر أن الجيش يحتاج الى صواريخ مضادة للطائرات وإلى طرادات بحرية ودروع لمواجهة العدوان الإسرائيلي براً وبحراً وجواً.