strong>صلوخ أثار معه «تقرير لارسن» والمر توقع حلاً قريباً لمشكلة الغجر
أبلغ مدير الشؤون السياسية في الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1701 مايكل وليامز المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم أمس احتمال قيام إسرائيل بتقليص خروقها الجوية للأجواء اللبنانية خلال الأسابيع المقبلة مرحلةً أولى تمهيداً لوقفها بعد ذلك، معلناً ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وبقيادته الحوار الوطني والمشاورات الجارية. فيما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر أن الأوامر من قيادة الجيش واضحة للتصدي بالعتاد الموجود للطائرات الاسرائيلية، مشيراً إلى أن موضوع الانسحاب الاسرائيلي من بلدة الغجر أصبح في المرحلة النهائية.
وحفل برنامج وليامز أمس بالعديد من اللقاءات إذ زار كلّاً من الرئيس بري ووزير الخارجية فوزي صلوخ والوزير المر قبل ان يتناول طعام الغداء مع السفير الأميركي جيفري فيلتمان ليستكمل بعدها زياراته للمسؤولين التي شملت وزير الداخلية بالوكالة الدكتور أحمد فتفت والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، واختتم نشاطه باجتماع عقده مع رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري في قريطم مساء أمس. ومن المقرر ان يلتقي اليوم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الطاقة والمياه محمد فنيش.
وقال وليامز للصحافيين بعد لقائه الرئيس بري انه نقل الى الأخير «أفضل التمنيات من الأمين العام للأمم المتحدة الذي يراقب عن كثب التطورات في لبنان وهو مسرور جداً بمبادرة رئيس البرلمان وبقيادته الحوار الوطني والمشاورات الجارية».
وسئل: ماذا عن الانتهاكات الاسرائيلية للقرار 1701؟
أجاب: «نحن قلقون للغاية من الخروق الاسرائيلية للقرار 1701 وخصوصاً لناحية الطلعات الجوية، هذا أمر خطير جداً، وشددنا عليه في اسرائيل خلال محادثاتنا مع وزيرة الخارجية ستيفي ليفني. نريد وقف هذه الطلعات أو على الأقل تقليصها في خلال الأسابيع المقبلة. ولقد وعد الاسرائيليون بدرس هذا الأمر ونأمل أن نرى تقدماً في هذا الشأن».
وعن موضوع الانسحاب الاسرائيلي من الغجر قال: «أنا متفائل، حتى الآن لقد جرى الانسحاب من المنطقة الغربية للبلدة، وأنا واثق بأنه سيكون هناك انسحاب كامل من الغجر، وأعتقد ان التقدم في هذا الموضوع يعود الفضل فيه لحكومتي لبنان واسرائيل وللقوات المسلحة في البلدين. أعتقد أن العلاقات ذات الآلية الثلاثية بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي وقوات «اليونيفيل» أثبتت نجاحها في هذا الصدد، وأعتقد أن التقدم الذي حصل في الغجر ممكن أن يحصل في مسائل أخرى منها مسألة الخروق الإسرائيلية».
وفي الخارجية جدد صلوخ أمام موفد أنان التأكيد ان لبنان ينفذ القرار الدولي بحذافيره وفي ما يتعلق بإجراء المحادثات في شأن الأسرى، فيما تستمر اسرائيل بخروقها شبه اليومية للسيادة اللبنانية، مطالباً الأمم المتحدة بالضغط عليها من أجل وقف كامل لخروقها. وكرر صلوخ التأكيد للمبعوث الدولي عدم تسجيل أي حادثة تهريب شحنات أسلحة عبر الحدود اللبنانية ــ السورية، وقال انه سبق للجيش اللبناني أن دحض ما جاء في تقرير مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، مشدداً على تمسكه بنفي تهريب الأسلحة منذ انتشار الجيش اللبناني في آب الماضي على كل الحدود اللبنانية ــ السورية، وأن «اليونيفيل» لم تبلّغ عن أي عرقلة لعملها.
وإثر اجتماعه مع الوزير المر في دارته في الرابية كرر وليامز القول بوجود احتمال لوقف اسرائيل خروقها الجوية في وقت قريب.
من جهته، أعرب الوزير المر عن أمله في «انتهاء خروق العدو الاسرائيلي اليومية، وفي الوقت نفسه وبانتظار ان يكون الجيش لديه التجهيزات اللازمة، وخصوصاً صواريخ أرض ــ جو لردع هذه الخروق، أوامر قيادة الجيش واضحة بالتصدي بالعتاد الموجود وإطلاق النار على الطائرات الاسرائيلية، وقد طمأنني اليوم (أمس) إلى ان هذا الموضوع سيحسم خلال الفترة القريبة».
وسئل اذا كان هناك تقدم على صعيد الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، وخصوصاً من بلدة الغجر فأجاب: «إن موضوع بلدة الغجر أصبح في مرحلته النهائية ضمن الاتفاق الذي تحضره لجنة الهدنة، وسنرفعه الى مجلس الوزراء في أقرب وقت لننتهي من هذا الموضوع».
وعلمت «الأخبار» ان مسألة الخروق الاسرائيلية للأجواء اللبنانية استحوذت على الجانب الأكبر من المحادثات التي أجراها المر مع وليامز، من حيث شدد الأول على ضرورة معالجة الموضوع في شكل جذري ووضع حد نهائي لـ«العربدة» الاسرائيلية التي تشكل تحدياً للشرعية الدولية بقدر ما تشكل استفزازاً للبنان. وأكد المر للموفد الدولي ان لبنان نفّذ جميع التزاماته الواردة في القرار 1701 على عكس اسرائيل التي تماطل وتناور وتتلكّأ في تنفيذ ما عليها وفقاً للقرار المذكور، الأمر الذي يشكل عائقاً أمام الاستقرار والسلام لا في الجنوب فحسب بل في المنطقة كلها.
(الأخبار)