كارل كوسا
«نحن هنا لنطالب بتأليف محكمة دوليّة تُحاسِب المسؤولين عن مجازر يوميّة ترُتكَب بحقّ شعبنا الفلسطينيّ الأعزل، أو على الأقل، بردعهم عن افتعال المزيد منها»، كلمات عبّر بها أبو زيد عما يعتري زملاءه المعتصمين من مشاعر غضب. وتوجّه إلى الكيان الصهيونيّ بالقول: «كُفّوا عن التذرّع بحُجَج واهية ما عادت تنطلي على أحد، فلا شيء يبرر قتلكم للمدنيين».
ولأن الساكت عن الحقّ شيطان أخرس، قررت «الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين» أن تستنكر، صباح أمس، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الحمرا، المذابح الصهيونية، وخصوصاً تلك التي ارتكبت في بيت حانون وجنين. فسلّم المعتصمون مذكرة إلى ممثّل اللجنة الدوليّة جاء فيها: «إن صمت المجتمع الدوليّ تجاه الجرائم مريب، ولا يمكن تفسيره إلّا تواطؤاً». ودعا الاعتصام منظمة الأونيسكو الدوليّة إلى التحرّك «من أجْل إعادة بناء مسجد أثريّ كان قد دمّره، أخيراً، الاحتلال الصهيوني في بيت حانون».
وتمنّى الطالب أحمد الأشوَح أن تساهم وسائل الإعلام في نقل صرختهم إلى الشعوب العربيّة «ليتضامنوا معنا، حتّى ولو بالكلام، أو بالتظاهر ضدّ حكامنا الجائرين»، ويتذمّر لعدم نزول رئيس اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر إليهم «ليستمع إلى مطالبنا».
أُطلِقت خلال الاعتصام هتافات من وحي المناسبة، أبرزها «يا شباب انضمّوا انضمّوا ابن غزّة ضحّى بدمّه، إسمع إسمع، قتلوا الشيخ اللي عم يركع، من بيروت لحانون شعب واحد ما بيهون». ومن اللافت أنّ المتظاهرين كانوا بكاملهم ذكوراً.
تلى هذا الاعتصام اعتصام استنكاري نسائي ثان، في المكان عينه، دعت إليه «المنظمة النسائية الديموقراطية الفلسطينية». وأكدت فيه الناطقة باسم المعتصمات، هدى العجوز، أن «العدو لم يقتل أحلام الأطفال فقط، بل أطلق رصاصات اللارحمة على مواثيق حقوق الإنسان كلها، مغتنماً الانحياز الأميركي المكشوف له». وقدّمت المعتصمات مذكّرة أُخرى إلى المستشار السياسيّ في البعثة الدوليّة للصليب الأحمر، طالبن فيها بفضح سياسة المجازر وبوقف العدوان الغاشم وبمحاكمة دوليّة لأولمرت، إلى جانب تطبيق الاتفاقات الدوليّة المتعلّقة بحماية المدنيّين تحت الاحتلال».
في موازاة ذلك، أقام اتّحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني أمس اعتصاماً آخَر في باحة المقبرة الجماعيّة لشهداء صبرا وشاتيلا، أضاء خلاله المعتصمون الشموع حداداً على أرواح الشهداء.