غسان سعود
أنهى نبيل دراسته في الجامعة الأميركية للمعلومات (AUT) السنة الماضية، لكنه عاد ليقصد جامعته السابقة، منذ بضعة أيام، بعد أن اشتدت حدة التنافس بين العونيين والقواتيين عشية الانتخابات الطالبية. نبيل، غير ملتزم بالقوات اللبنانية، لكنه يؤيد مواقفها بحماسة. أضف إلى ذلك أن معظم رفاقه ناشطون قواتيون، وخسارتهم أو حرجهم سيكون له ارتدادات سلبية عليه أيضاً. ويأسف نبيل، الحريص على «وحدة المجتمع المسيحي» لحال جامعته، وتفاقم الكراهية بين «الجناحين المسيحيين». لكنه سرعان ما يستدرك بالقول إن مشهد التصارع بين العونيين والقواتيين بات تقليدياً ومملاً. لكن الجديد هذا العام في الأميركية للمعلومات، هو الخلاف بين العونيين وإداراة الجامعة، الذي ظهر إلى العلن عشية الانتخابات، وكان يتجه للمزيد من التصعيد في اليومين المقبلين، لو لم يعلن التيار انسحابه من الانتخابات في شكل مفاجئ مساء أمس.
فقد أصدرت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار الوطني الحر بياناً أعلنت فيه عدم المشاركة في انتخابات الجامعة الأميركية للمعلومات (AUT)، وذلك لأسباب عدة أبرزها «الحفاظ على سلامة جميع الطلاب وتحسباً لأيّة مشاكل وتشنجات قد تنعكس سلباً على الأوضاع السياسية». وخصوصاً أن اللجنة لم تجد جواباً على الجهة التي تحمي الطلاب خلال العملية الانتخابية. ويعيد التيار بذلك، سيناريو العام الماضي، بعد أن انسحب من المعركة إثر التعدي على أحد ناشطيه.
فما هي قصة هذا الانسحاب المفاجئ؟
تجدر الإشارة بداية، إلى أن القوات اللبنانية تسيطر على أكثرية ساحقة في المجالس الطالبية منذ بدأت الانتخابات في الجامعة. ويعدّد جورج طربيه، رئيس الهيئة الطالبية ومسؤول «خلية القوات اللبنانية»، أبرز إنجازات الهيئة خلال السنتين الماضيتين: خفض رسوم التسجيل للطلاب، إنشاء مكتبة جديدة، شراء وبيع كتب مستعملة، إطلاق مشروع الدعم المالي للطلاب، تقديم حسومات على الأقساط للبعض.
هذه الإنجازات تشكّل، بالنسبة للتيار، أساس المشكلة. إذ يتهم التيار طلاب القوات بسرقة إنجازات الإدارة عبر قناع الهيئة الطالبية. ويشرح روي شاهين، مندوب التيار في الجامعة، أن انحياز الإدارة بدأ مع التسجيل للعام الدراسي الحالي، حين مُنع طلاب التيار من مساعدة الطلاب الجدد. واتضح لاحقاً، بحسب شاهين، أن طلاب القوات كانوا يوهمون الطلاب بالقول إنهم يؤمنون مساعدات مالية ومنحاً تعليمية. ثم مُنع طلاب التيار من تنظيم أي نشاط، وحصلت إشكالات انتهت بقرار من أحد إداريي الجامعة بحصر النشاطات بالهيئة الطالبية فقط. كما أن الإدارة لم تحرك ساكناً تجاه إلحاق الأذى بعدد من سيارات الطلاب العونيين.
وكانت الإدارة قد اضطرت بعد التبادل العنيف للاتهامات بين العونيين والقواتيين، إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن «المرجع الوحيد للحصول على المساعدات المالية المقدمة للطلاب من الجامعة هو اللجنة المكلفة رسمياً بذلك من قبل الإدارة».
وأمس، اشتدت حدّة الخلاف بين العونيين والإدارة. فبعد أن اتصل نائب رئيس الجامعة، ليل الخميس، بمندوب العونيين ليبلغه تأجيل الانتخابات إلى موعد لاحق تجنباً لوقوع مشاكل، فوجئوا صباح يوم الجمعة بتحديد الانتخابات بشكل نهائي يوم الاثنين. وأوضح فادي حنّا، رئيس لجنة الطلاب في التيار، أن المشكلة الرئيسية في الجامعة، أمنية، ولا أحد يضمن سلامة الطلاب إذا فاز التيار،
تجدر الإشارة إلى أن التنافس في أميركية ــ حالات ينحصر بالقواتيين والعونيين، في ظل وجود هامشي وضئيل لمعظم القوى الأخرى. وتحدث الطلاب عن اقتراح سابق من الإدارة بتوزيع مقاعد الهيئة الطالبية الأحد عشر، مناصفة بين القواتيين والعونيين، وتختار الإدارة طالباً للمقعد الإضافي. الاقتراح الذي وجدته أوساط القوات في الجامعة مقبولاً، رفضه العونيون الذين كانوا حتّى ظهر أمس متحمّسين لخوض المعركة الانتخابية، على رغم اعتراضاتهم.
اللافت أنّ انسحاب العونيين هذا العام سيؤدّي إلى تمديد ولاية الهيئة السابقة، وذلك للمرة الثانية على التوالي.