أعربت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عن استغرابها لـ«الحماسة غير المسبوقة التي يبديها البعض حيال موضوع التعامل مع الممثلية الفلسطينية في لبنان كسفارة لدولة فلسطين والمطالبة باقرارها، على رغم الملاحظات التي أبداها الرئيس». ورأت أن «علامات استفهام كبرى تطرح حول توقيت تمرير هذا الطلب في مجلس الوزراء، وخصوصاً في ضوء الحملة الإعلامية التي تواكب ذلك، علماً بأن هذا الموضوع ليس مطروحاً بشكل ملحّ على الساحة السياسية المحلية والعربية والدولية، فيما هناك مواضيع أكثر أهمية ودقة وخطورة ينبغي على مؤسسات الدولة أن تتطرق إليها وتدرسها وتبتّها».ولاحظت المصادر أن الملاحظات التي أبداها لحود حول الموضوع قبيل دخوله الى مجلس الوزراء الخميس الماضي، «هدفت الى إلقاء الضوء على أبعاد هذه الخطوة والتفسيرات الخاطئة التي يمكن أن تعطى لها في المحافل الإقليمية والدولية، فضلاً عن إمكان سوء استغلالها من الجهات التي تعمل في الخفاء والعلن على تمرير مسألة توطين الفلسطينيين في لبنان، ولا سيما أن المعلومات كثيرة عن مخططات دولية وإقليمية للتعاطي مع قسم من الفلسطينيين في لبنان، وخصوصاً أولئك المسجلين لدى الأونروا على نحو مختلف عن الفلسطينيين الآخرين، من خلال إعطائهم بعض الامتيازات مثل الإقامة وإجازات العمل وحق التملك الخ... وهنا تكمن الأبعاد الخطيرة لتحويل مكتب الممثلية الى سفارة».
واستغربت المصادر أن يقول عدد من المسؤولين، ومن بينهم رئيس لجنة الحوار اللبناني ــ الفلسطيني السفير خليل مكاوي أن هذه الخطوة تعدّ دعماً للحوار اللبناني ــ الفلسطيني، ورأت أن هذا الأمر «يستوجب التعمق أكثر في الوضع الفلسطيني الداخلي ونظرة جميع مكونات الكيان الفلسطيني الى هذه النقطة، في ظل بعض المواقف الفلسطينية المختلفة حيال هذا الأمر».
ورأت أن استعجال إنشاء السفارة الفلسطينية لن يكون أبداً في مصلحة لبنان في ظل الظروف الدولية والإقليمية والفلسطينية واللبنانية الحالية، ولا سيما أن أحداً لا يضمن بأن يطبَّق القرار 194 ويعود اللاجئون الفلسطينيون الموجودون في لبنان الى ديارهم».
وتوقفت المصادر عند قول مكاوي إن «بقاء الفلسطينيين من دون وثائق سفر غير معرّف عنهم مع مرور الزمن سيصبحون لبنانيين مع إقامتهم الدائمة في لبنان»، ورأت فيه «كلاماً خطيراً لا يجوز أن يصدر عمّن يتولى الملف اللبناني ــ الفلسطيني، وهو يندرج في إطار علامات الاستفهام الموضوعة على أسباب طرح موضوع السفارة الفلسطينية بإلحاح لأن القول بأن الفلسطينيين يصبحون لبنانيين نتيجة إقامتهم الدائمة في لبنان يخدم في الواقع المخططات الموضوعة لتوطينهم ويعزز النظريات التي تروّج لمثل هذه الخطوة».
(الأخبار)