تسعى المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي، عبر برنامج «المواطنية الطالبية»، إلى تنفيذ مبادرات تطبيقية، بالتعاون مع الأساتذة والطلاب، حول الثقافة الديموقراطية ودور الهيئات الطالبية المولجة بالشأن التربوي العام. وقد نظمت المؤسسة لهذه الغاية الندوة الخامسة للبرنامج بعنوان «المواطنية الطالبية: ممثلو الطلاب في الجامعات ومندوبو الصف أو ثقافة الشأن العام»، في فندق لو ميريديان ــ كومودور.ويرى منسق البرامج في المؤسسة الدكتور أنطوان مسرة، في إحدى الوثائق التي وزعت على المشاركين، «أنه لم تتم تنمية التربية على الشأن العام، وطلاب الجامعات هم مجرد امتداد لقوى سياسية تستغل الزبائنية».
وعرضت الندوة إشكاليات البرنامج ومكونات التربية على الشأن العام والتجارب التطبيقية والاقتراحات العملية، فرأى مسرة «أنّ الطلاب هم مجرد رافعي لافتات يجترّون ما يردّده زعماء سياسيون، وكأن لا وجود لمشكلات أو مطالب جامعية». أما الصحافي غسان حجار فرأى أنّ الإدارة في بعض الجامعات قد تكون طرفاً وتساهم في انقسام الطلاب على بعضهم، وقد يتصل سياسيون لتأجيل انتخابات طالبية أو لإجرائها في موعدها. وأشار حجار إلى أنّ الطلاب المستقلين هم الأكثرية، لكنهم غير منظمين وصامتين أو يقاطعون الانتخابات. ولفت إلى أنّ المقاطعة التي يمارسها المستقلون هي استقالة من الحياة العامة.
وقال: «عندما تجرى انتخابات من دون ضربة كف، فهذا انتصار للديموقراطية، وإذا لم يتعلم الشباب على تقبل بعضهم بعضاً وقبول الآخر المختلف في الجامعات، فقد يذهبون إلى الشارع، والشارع مخترق في لبنان».
وأظهرت رسالة جامعية أعدّتها المحامية جولي دكاش عن الديموقراطية الطالبية أنّ «اختراق الجامعات من قوى سياسية يمثل العائق الأكبر أمام توحّد الطلاب في أطر تسمح لهم بالوصول إلى حقوقهم والدفاع عن مصالحهم».
وتخللت الندوة مداخلات حول الانتخابات الجامعية كاستحقاق للتنافس ودخول العنف إلى الجامعات والتربية الديموقراطية.
وأوصت الندوة بأهمية استقلالية الطلاب الملتزمين عن مواقع النفوذ والدفاع عن الشؤون اليومية ذات التأثير على مستقبلهم الدراسي والمهني. كما أكدت رصد النماذج الإيجابية في التنظيمات الطالبية والانتخابات وتعميمها في إطار برنامج «المواطنية الطالبية».
(الأخبار)