أعلن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن هناك مفاجآت سارة بعد استقالة الوزراء وأكد أن الانسحاب من المجلس النيابي غير مطروح.وقال عون بعد اجتماع للتكتل أمس «كنا الأوائل في المطالبة بالمحكمة الدولية، وأنا شخصياً طلبت هذا الأمر، كما نؤكد إصرارنا عليه. وكل محاولة للقول إن التشاور تعطّل بسبب المحكمة الدولية هو إدعاء كاذب. وإذا كان «حزب الله» وحركة «أمل» قد قبلا بمقايضة المحكمة بالثلث المعطل في الحكومة، فلا خوف إذاً من أي طرف من الأطراف في هذا الخصوص، وهذا شاهد إضافي ضد من يدعي ويتاجر بقضية المحكمة الدولية».
ورأى أن «تصرف الحكومة اللاحق غير المبرر وغير المفهوم، تصرّف خارج إطار الدستور والقوانين». مشيراً الى أنه «بمجرد خروج الطائفة الشيعية من الحكومة، تكون الحكومة عاجزة عن المتابعة وهي بحكم المستقيلة، لأن مقدمة الدستور تنص على مبدأ ميثاقي مفاده «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك». وشدد على أننا «نخوض معركة لإعادة التوازن والمشاركة الى السلطة، وهذه المعركة مستمرة وهذا هو السبب الحقيقي للأزمة. لا المحكمة الدولية ولا أي سبب آخر» مؤكداً أن «لا إيران ولا سوريا تتدخلان معنا».
وعدّد عون الأسباب «التي تجعلنا نطالب بذهاب الحكومة أو تعديلها» مشيراً الى أن الحكومة نقضت وعدها بإنجاز الورقة الإصلاحية المالية ووعدت بقانون انتخابي على أن ينتهي في نهاية 2005، لكن حتّى الآن لم يتحقق هذا الوعد، وهذه كذبة أخرى. ووعدت باستكمال أعضاء المجلس الدستوري، «لكن المجلس طار بقانون «شبه تهريبة» وقدموا قانوناً معجّلاّ مكرّراً مع قانون العفو عن الدكتور جعجع، شلوا فيه عمل المجلس الدستوري».
و عن توقعاته لما سيستجد في المشهد السياسي قال عون : «لا إعلانات مسبّقة، هناك مفاجآت سارة». مشيراً الى أن «كل شيء شرعي محتمل. الممنوع ممنوع على الجميع، لكن صدر إعلان من بعض المواطنين الموالين للحكومة أنهم يريدون النزول للتصدي للمتظاهرين، وهنا نذكّر الحكومة بمسؤولياتها، وأن قوى الأمن بتصرفها، وقوى الجيش للمساندة لمنع الشغب، وكل تصرف من قبل السلطة يسمح لغير هذه القوى بالتعرض للمتظاهرين سوف نعدّه عملاً ميليشيوياً، وكل شيء مباح ضدهم».
وعن صحة المعلومات بأن البطريرك الماروني نصحه بتجنب النزول الى الشارع والقبول بأربعة وزراء سأل عون سائله «هل تريد أن نقبل بدخول أربعة وزراء وقد تركها خمسة؟ هذا غير مقبول وخصوصاً إذا كنا نطالب بحكومة وحدة وطنية». وأكد «أن موفداً من رئيس الحكومة زاره وعرض عليه إغراءات، لكن نتيجة الزيارة كانت سلبية».
وأوضح أن الانسحاب من المجلس النيابي غير مطروح الآن. وقال: «إذا استطاعوا التخلص من أزمة استقالة الوزراء، فسنرى كيف نعالج الوضع، كل شيء مشروع وارد، وهناك مفاجآت سارة في انتظار اللبنانيين». وأكد أن «لا عودة إلى الحوار إلا إذا كان هناك إقرار بالمطالب المشروعة للمعارضة».
من جهته ردّ النائب ميشال المر بعد مشاركته في اجتماع «تكتل التغيير والإصلاح» على تصريح وزير العدل شارل رزق بعد لقائه أمس النائب عون فقال: «الوزير رزق قال إن الطبخة تعني صاحبها، أنا لم أطبخ الطبخة، بل طاولة الحوار كلفتني القيام بمشاورات واتصالات للتوصل الى حل، وكنا على استعداد لبذل كل الجهود كي لا نصل الى الشارع. اذا انزعج وزير العدل من هذا التحرك فيمكن عندئذ أن ينطبق عليه مثل سيدنا المسيح الذي قال ليهوذا الاسخريوطي، «لقد بعتني بثلاثين من الفضة». كما قال لأحد تلاميذه: «ستنكرني ثلاث مرات قبل صياح الديك». فالذين أتوا بشارل رزق الى الوزارة، يكررون هذا الكلام، هذا أولاً، لكن في النهاية يهوذا شنق نفسه في التينة». وردّ رزق على المر قائلاً: «هذه هي المرة الثانية التي يُشبهني فيها محترفو التقلب بيوضاس، ناسين أن الشتيمة في السياسة لا تصيب إلا مطلقيها».
(الأخبار، وطنية)