صور ـــ آمال خليل
يعيد متعهدو الطرق التي قصفت في العدوان، تزفيت بعضها في البرج الشمالي وشبريحا والبرغلية وغيرها. كما يكمل المهندس المسؤول في اتحاد بلديات صور الأشغال التي بدأها المتعهد الذي التزم إصلاح عبّارة في بلدة العباسية. وينتظر سكان بلدة وادي جيلو "فاعل خير" ليتكفّل إصلاح طريق البلدة التي لم يتولَّها أحد منذ انتهاء العدوان.
إنها حكايا إبريق الزيت، ترويها الطرقات والعبّارات في قرى قضاء صور. لذا بات ممكناً أن نجد منها أنواعاً وأشكالاً متعددة. طرقات يحتاج إصلاحها إلى أيام أصبحت شهوراً، وأخرى يعاد إصلاحها أكثر من مرّة لأنها لم تستوفِ المقاييس الهندسية السليمة. وطرقات لا تجد من يلتزم أشغالها. وفي كل الأحوال، يطرح الأهالي تساؤلات عن إهمال وزارة الأشغال لقراهم المنكوبة الذي يبدو متعمّداً أحياناً. علماً أن وزارة الأشغال هي التي تلزّم المتعهدين مباشرة بالمشاريع، بخلاف ما كان يحصل سابقاً عبر مجلس الجنوب.
ولعلّ الحوادث المميتة التي وقعت عند طريق البرج الشمالي دفعت بالمتعهد إلى إعادة تزفيتها مرة أخرى. فما حصل بحسب رئيس البلدية علي عطوي هو أن الحفرة التي نتجت من القصف، ردمت بشكل سريع قبل أن يتم تزفيتها، وسرعان ما بدأت تنزلق وتشكل حفرة من جديد يفاجأ بها المارون، ما يسبب حوادث سير. المشهد ذاته يتكرر على الطريق الرئيسة لبلدتي البرغلية وشبريحا حيث يعاد تزفيتهما من جديد. وإذا كان عطوي يبرر عدم التزام المتعهدين الشروط الهندسية لتسريعهم بفتح الطرق أمام المارة، فإنه ما من سبب يبرر لهم التساهل هذه المرة.
وما إن تنفّس الجنوبيون الصعداء بعد انتهاء إصلاح العبّارة التي تقع عند مدخل مدينة صور، حتى تبيّن لهم أن وزارة الأشغال لم تلزّم تزفيتها حتى الآن. فالعبّارة سبّبت زحمة خانقة طوال شهرين، وخسائر طائلة للمحلات والمؤسسات التجارية الواقعة على جانبيها، حيث لا يزال الهاتف مقطوعاً في بعضها. علماً بأن إصلاح العبارة لا يحتاج إلى أكثر من عشرين يوماً.
إضافة إلى ذلك، أفصح أحد المهندسين المشرفين على المشروع قاسم حجازي أنّهم ردموا الحفرة على كابلات تابعة لشبكة الهاتف الثابت، فتعطّلت أثناء عملهم. ولم تتجاوب مؤسسة أوجيرو معهم وتصلح الأعطال في الوقت المحدد. ويردّ حجازي السبب إلى عدم التنسيق بين الوزارات المعنية والبلديات والمتعهدين الذين لا يزوّدون مسبقاً بالخرائط. وهذا ما أكّده مصدر في أوجيرو قائلاً إن الخرائط والدراسات التي تملكها المؤسّسة لا تزوّد بها أي جهة.
أما الطريق بين بلدتي وادي جيلو والبازورية فإنها لا تزال بانتظار مهندس وزارة الأشغال للكشف عليها. علماً بأن الأهالي قاموا بردمها بعد عودتهم لتسهيل المرور. ويعود السبب في ضياع تلزيمها إلى أن ليس لوادي جيلو بلدية، وهي تابعة لبلدية جويا. وهذا ما دفع بالمهندس المسؤول في اتحاد بلديات صور إلى رفع كتاب لوزارة الأشغال في شأنها، فردّت الوزارة بوعد القيام بما يلزم عمّا قريب.