بسام القنطار
هل تذكرون كويفا بترلي؟ إنّها الناشطة الإيرلندية التي رحّبت على طريقتها الخاصة برئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في السرايا الحكومية في بيروت، وفاجأت الجميع بلافتتها التي كتب عليها: «قاطعوا التمييز العنصري الإسرائيلي». حينها أجبرتها عناصر القوى الأمنية اللبنانية على مغادرة القاعة.
عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، لا نعرف كيف ستتصرف القوى الأمنية اللبنانية مع كويفا وعدد آخر من الناشطات والناشطين الذين قرروا البدء بإضراب عن الطعام أمام مقر «اليونيفيل» في مدينة صور لمدة أربعة أيام تضامناً مع شعب غزة المحاصر، وعقب مجزرة بيت حانون.
ويشارك في الإضراب، وفق ما أكّد لـ«لأخبار» الناشط عماد مرتضى، نشطاء من لبنان وفلسطين والولايات المتحدة وإيرلندا ممن شاركوا بالعمل في مشاريع إنسانية ومجتمعية في القرى الجنوبية خلال الأشهر الماضية. وسيكون الناشطون في خيمة أمام مكاتب «اليونيفيل» قرب مبنى المصرف المركزي في صور ليلاً ونهاراً، طوال فترة الإضراب الرمزي عن الطعام، حيث سيشربون الماء فقط ابتداء من اليوم حتى يوم السبت المقبل.
وأكّد مرتضى «أن النشطاء اختاروا تجويع أنفسهم تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش معظمه في فقر شديد، ورفضاً لاستمرار الحصار العسكري والاقتصادي».
ويهدف الإضراب عن الطعام «إلى شد الانتباه إلى النفاق الذي تجلّى في السرعة التي تم فيها نشر قوات اليونيفيل في الجنوب، في وقت يبقى فيه المدنيون والمدنيات في غزة مجردين من الحماية أمام الهجمات الإسرائيلية».
ويطالب المعتصمون بـ«نزع سلاح دولة إسرائيل وإرسال الأمم المتحدة مراقبين دوليين إلى غزة والضفة الغربية.
والتشديد على حاجة أكبر لوجود قوات الأمم المتحدة في غزة منه في جنوب لبنان. وإذا كانت قوات «اليونيفيل» تهدف إلى حماية الناس في الجنوب، فإن مسؤوليتها تقع على الجانب اﻵخر من الحدود».
ووجّه النشطاء الدعوة للمجتمع المدني في لبنان إلى المشاركة في الإضراب الرمزي عن الطعام حداداً على ضحايا الهجوم في غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله. ودعوا إلى «تحمّل المسؤولية في ظل الصمت الحكومي وصمت المجتمع المدني».