فاتن الحاج
يكاد التشنّج العلني يغيب عن المشهد الانتخابي الطلابي في الجامعة الأميركية في بيروت، لولا الحادثة التي تعرض لها أمس مسؤول التيار الوطني الحر في كلية الهندسة في الجامعة الأميركية ساكو هولتيان، لجهة تحطيم الزجاج الأمامي لسيارته. وفي التفاصيل أنّ هولتيان ركن سيارته، بعدما «زيّن» المرآة والمقاعد «بالفولارات البرتقالية». ولدى خروجه من الجامعة فوجئ بالزجاج المحطم، فأبلغ قيادة التيار على الفور، كما تقدم بشكوى ضد مجهول لدى قوى الأمن الداخلي.
وأصدرت لجنة الإعلام في التيار بياناً أشارت فيه إلى أنّ سيارة هولتيان تعرضت للاعتداء والتكسير خلال توقفها إلى جانب الطريق أمام الجامعة. تجدر الإشارة إلى أن الاعتداء وقع بينما كان التيار يعلن برنامجه الانتخابي.
على صعيد آخر، لم تخل حوارات باحة «الوست هول» من بعض «التلطيشات» بشأن الحملات الانتخابية، وخصوصاً بعدما اعتمد تحالف 14 آذار اللون الأصفر في حملته «students at work». يسأل أحد الطلاب زميله: ــ دخلك الأصفر لون مين؟ ــ الأصفر لون الحزب. ــ يعني إنتو حزب؟ ــ لأ، مش حزب نحنا. ــ يعني شو مفكرين إذا لبستوا خوذات صفراء صار فيكن تعمروا؟
وصدر على الخوذة تعليق آخر: «جابوا الخوذات لأنو عارفين حالن رح ينطجوا». وبعد توزيع «فولارات» التيار الوطني الحر أمس، قالت إحدى الطالبات لزميلتها: «عتلانة همّ... في كتير أورانج هونيك».
إلاّ أنّ الحديث الأهم يدور حول الأموال التي أنفقت في حملة 14 آذار التي وزعت آلاف «الخوذات»، و«الفولارات»، والـ«stikers» و«النشرة» التي تشرح برامج مرشّحي التحالف. يحاول نائب رئيس المجلس الطلابي مكرم رباح (منظمة الشباب التقدمي) حسم الجدل، فيتحدث عن مصادر تمويل الحملة وهي مساهمات المرشحين والخريجين التي تتراوح بين 50 ألف ليرة لبنانية و50 دولاراً واشتراكات المحازبين (20 دولاراً من كل محازب). وفيما ينفي رباح الاستعانة بمصادر تمويل خارجية، يصف الكلام على «تشريج تليفونات» عشية الانتخابات بالمزاعم العارية من الصحة.
ويتوقع أن تصدر اليوم ورقة مطلبية مشتركة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وأمل والحزب الشيوعي وحركة الشعب والطاشناق، كما أوضح مسؤول التيار في الجامعة بسام كرم. وحسم النادي الثقافي الفلسطيني خياره الانتخابي ضمن هذا التنسيق الانتخابي. بدورها، تصدر حركة الشعب بياناً سياسياً اليوم تشرح فيه «إنجازات» الحكومة الحالية من فساد وسرقة ودين متزايد وارتهان للسياسة الأميركية. ويطالب البيان بإزاحة «أمراء» الطوائف، وإعادة تشكيل البلد على أساس انتصار المقاومة والإصلاح والتغيير.
وكان قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني في الجامعة قد أعلن أمس البرنامج النقابي السياسي المنتظر «من أجل طالب مُطالب وواع سياسياً». ودعا القطاع على المستوى النقابي إلى الحيلولة دون تحول الجامعة من «مؤسسة لا تبغي الربح» إلى «مؤسسة تبغي الربح»، عبر عدم السماح بأية زيادة في الأقساط الجامعية وعدم المس بالمساعدات المالية وتفعيل دور المحاسبة والشفافية باعتماد مركزية القرار عوضاً عن اللامركزية وتكوين لجنة طلابية لإجراء تقويم أكاديمي سنوي. وفي السياسة، أكد البيان نبذ الطائفية وعلمنة الدولة وتعزيز دور وثقافة المقاومة وإقرار قانون النسبية وخفض سن الاقتراع ومواجهة السياسات الاقتصادية القمعية.
وتقدم مجموعة «بلا حدود» المستقلة بديلاً ترد فيه على حملة «التصويت بالأبيض» تحت شعار «ما في بديل... ابنه الآن». وتحاول أن تواجه «المحاربة» التي تُشن عليها بعد انسحاب عُضوي اليسار الديموقراطي منها، فيقول أحمد فرحات إنّ اليسار الديمووقراطي «لم يعد يتكيف مع الخيار الديموقراطي للمجموعة».
وللطلاب المستقلّين في الجامعة مواقفهم من الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً. فرامي مرزوق قرر الترشح عن السنة الأولى في العلوم الصحية، رفضاً للتسييس في الجامعة، وأوضح أنّه رفض استمالة إحدى الجهات ليكون على لائحتها. وتقدّم هنادي الشيخ نموذجاً آخر، إذ قرّرت عدم المشاركة في الانتخابات لأنها لا تعرف خيارات الذين كانت تنتخبهم في السنتين الماضيتين «أشعر أنّ الجميع يلحقون سياسييهم الفنّاصين».
وقد منعت إدارة الجامعة هذا العام «تزيين» «الستندات» بصور الشخصيات السياسية (الأحياء منهم والأموات) على حد تعبير مديرة النشاطات الطلابية وداد الحسيني التي أكدت حيادية الجامعة في التعاطي مع المرشحين.
وأقفل أمس باب الانسحابات على 171مرشحاً يتنافسون على 95 مقعداً. وتعقد الثالثة من بعد ظهر اليوم جلسة المناظرة التي يعرض خلالها المرشحون برامجهم الانتخابية.