غسان سعود
كثّفت المنظمات الطالبية في 14 آذار اجتماعاتها أخيراً، وعنوان تحركها في المرحلة الحالية يتمحور حول النشاطات قرب ضريح الرئيس رفيق الحريري. ويقول بعض مسؤوليها إنهم لم يتركوا ساحة الشهداء منذ 15 شباط 2005، وبالتالي «فإن اقتراب أي طرف من هذه الساحة يمثّل استفزازاً هدفه التصادم، ونتيجته ستكون غالباً الدماء».
مسؤول الطلاب في القوات اللبنانية دانيل سبيرو، يختصر الكلام بالتشديد على جهوزيّة طلاب القوات اللبنانية وحلفائها للنزول إلى الشارع. ويستعين بالفرنسية للقول إن حركتهم لن تكون الـ action (الفعل)، بل الـ reaction (ردّ الفعل) على ما سيفعله الفريق الآخر.
أما منسق العلاقات العامة في جمعية شباب المستقبل سمير عشّي، فرأى أن حق التظاهر موجود، ويُمكن أن يمارس إذا استمر التعدي الكلامي في شأن المحكمة الدولية والعمالة للخارج. وكشف أن شعار نزول تيار المستقبل وحلفائه إلى الشارع سيكون «حماية الدولة اللبنانية» و«إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي». ويقول إنهم أوقفوا معظم نشاطاتهم المطلبية والتغييرية لإفساح المجال أمام الحوار. لكن تبين أن الحصول على الحق يتطلب أن يكون وراءه مُطالب. ولفت إلى خيارات أخرى تضيفها منظمات 14 آذار إلى الحق في التظاهر، أبرزها الاعتصامات الصامتة أو السلاسل البشرية في مناطق متعددة. وقد يكون التظاهر باتجاه قصر الرئاسة الأولى في بعبدا الخيار الأول إذا حاول البعض أن يتظاهر ضد السرايا الحكومية.
وفي انتظار التطورات المرتقبة، تُكثّف المنظمات الطالبية في قوى البريستول اجتماعاتها، فتعقد قرابة ثلاثة اجتماعات أسبوعياً، ويجري تنسيق بعض المواقف يومياً عبر الهواتف. ويؤكد العشِّي عدم الحاجة إلى كثير من التعبئة، إذ إن معظم المؤيدين يصرّون على النزول إلى الشارع نتيجة تلاحق الاستفزازات من الأفرقاء الآخرين.
من جهته، يؤكد مسؤول الطلاب في اليسار الديموقراطي أيمن أبو شقرا، عدم وضع المنظمات الشبابية في 14 آذار جدول أعمال واضحاً للتحرك. لكنها لن تتردد أبداً في الدفاع عن مكتسبات 14 آذار، والحكومة إحداها. وأكد أن النزول إلى الشارع لن يحصل قبل الشعور بأن الحكومة مهددة فعلاً بالسقوط. وأشار إلى أن «خيمة الحرية» التي احتضنت «انتفاضة الاستقلال» وحملتي «كفى» و«فل» تستعدّ لتكون نقطة انطلاق لنزول قوى 14 آذار إلى الشارع. وينهي أبو شقرا كلامه بالتأكيد أن بعبدا لن تكون محيّدة، وكذلك كل موقع لا يعبّر عن خيارات 14 آذار السياسية.
يبدو رئيس منظمة الشباب التقدمي ريّان أشقر، أكثر هدوءاً في كلامه عن الشارع، ويختصر المرحلة المقبلة بالقول إن «الحكومة تحظى بتأييد شعبي كبير، وسنثبت هذا الشيء بالشارع إذا اضطررنا». ويشير في الوقت نفسه إلى غياب التنسيق الطالبي بين قوى 14 آذار والتيار الوطني الحر.
وفي الجهة المقابلة، يقول مسؤول الطلاب في حركة أمل حسن اللقيس، إن الخطوات التصعيدية ستتوالى. «فإذا لم تتعظ الأكثرية النيابية الحاكمة بعد استقالة الوزراء وتصرفت كأننا غير موجودين، سنضطر إلى التعبير عن حجمنا، وإيصال صوتنا».
وعلمت «الأخبار» على هامش اجتماع «المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية» أن المجتمعين قرروا وضع طاقاتهم على أهبة الاستعداد تحسباً لتطورات قد لا تترك بديلاً غير الشارع. لكن توقيت التحرك قد لا يكون قريباً جداً. ولفت المجتمعون إلى اتصالات مفاجئة من بعض قياديي الطلاب في قوى 14 آذار، بعد انقطاع طويل. وكانت المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية التي تضم مجموعة من الأحزاب أبرزها حزب الله وحركة أمل وتيار المردة والحزب الديموقراطي اللبناني، قد ألّفت خلية عمل لمتابعة التطورات واتخاذ المواقف العملية بشأنها.
ومقابل تشنج الطرفين، يبدو التيار الوطني الحر والحزب الشيوعي مميزين في هدوئهما. ويلفت رئيس لجنة الطلاب في التيار الوطني الحر فادي حنا، إلى أن التيار سيلجأ إلى كل الوسائل الديموقراطية المتاحة، لكن وفقاً للظروف. وأشار إلى تنسيق لجنة الطلاب في التيار مع كل المنظمات الطالبية بدون استثناء. أما الحزب الشيوعي، فأسف مسؤول قطاع الشباب والطلاب فيه، سمير دياب، لاستعمال الشباب في الشارع وقوداً لإعادة ترتيب المحاصصة. وأكد أنهم لن ينزلوا إلى الشارع إلا لتغيير النهج كاملاً.