strong>عمر نشابة
طرح تواجد عناصر أمن غربيين عند مدخل المقرّ المؤقت حيث عقد «مجلس الوزراء» أمس تساؤلات عن تدخل أجنبي بالشؤون الداخلية اللبنانية. ما قصّة هؤلاء العناصر، وما سبب توقيت تمركزهم؟

شوهد أمس ثلاثة عناصر أمنية غربية باللباس المدني عند مدخل المقرّ المؤقت لمجلس الوزراء (المجلس الاقتصادي الاجتماعي). وعلّقت على صدور هؤلاء العناصر بطاقات صادرة عن «الجمهورية اللبنانية، سريّة حرس رئاسة الحكومة» تعرّف كلّاً منهم بـ«عنصر أمن» ضمن «مهمة مجلس الوزراء» (انظر الصورة). وعند الاستفسار عن هوية العناصر تبيّن لنا أنهم من الجنسية الفرنسية. وفي اتصال مع مصدر دبلوماسي رفيع، علمت «الأخبار» أن العناصر الثلاثة تابعون لـ«الجندرما» الفرنسية (Gendarmerie Francaise) وهم متخصصون في حماية الشخصيات. كماعلمنا أن مهمة العناصر هي المساعدة في تطوير إجراءات حماية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عبر تدريب وتحسين أداء عناصر الحرس وعناصر المرافقة والمواكبة. وشرح المصدر الدبلوماسي أن عناصر «الجندرما» يتأكدون من أن حرس السنيورة يقومون بواجباتهم المهنية، ولديهم القدرة التقنية على القيام بمهماتهم بنجاح. ويتأكد الفرنسيون من قدرة العناصر اللبنانية على استعمال السلاح حيث تدعو الحاجة ومدى قدرتهم على إصابة «الأهداف» بدقّة، كما يراقبون مدى حماية المخارج والمداخل التي تؤدي الى مكان وجود السنيورة وإجراءات حماية تنقلاته ضمن المبنى نفسه، أو خلال انتقاله بالسيارة.
وأفاد الدبلوماسي الأوروبي الذي طلب عدم نشر اسمه، أن أول عناصر الـ«جندرما» الفرنسية قد وصل الى بيروت في 30 تشرين الأول الفائت، بينما وصل الآخرون تباعاً. وقال إن مهمتهم كانت مقرّرة منذ العام الفائت (2005) بعد انعقاد «الاجتماع السنوي بين المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي من جهة والمسؤولين الأمنيين في السفارة الفرنسية من جهة أخرى، يعبّر الجانب اللبناني خلاله عن حاجاته الأمنية». وأضاف أن عناصر أخرى من الـ«جندرما» الفرنسية سيعملون على تدريب القوى السيارة التابعة لقوى الأمن الداخلي في المرحلة القادمة.
وبالعودة الى أمن السنيورة، قال الدبلوماسي إن العناصر الفرنسية لا تحمل سلاحاً خلال مهماتها ولا تتنقّل مع موكب رئيس الحكومة، وإنما تتابع مع عناصر الأمن فعالية الإجراءات التي يقومون بها.
وكانت عناصر فرنسية قامت بالمهمة نفسها في حماية الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2004. وتوقف الدعم الفرنسي الأمني في هذا الإطار خلال تولي الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي رئاسة الحكومة. ولم يتوفّر هذا الدعم في المساعدة على حماية رئيس مجلس النواب لأنه، وبحسب الدبلوماسي، «لم يُطلب من فرنسا المساعدة في حماية الرئيس برّي». لكنه أشار الى أن فرنسا قدّمت المساعدة في حماية رئيس الجمهورية إميل لحّود عام 2004، ولكن توقّف ذلك «بسبب توتر العلاقة بين الرئيس لحّود والرئيس جاك شيراك».
وأعلن المصدر أن المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني كان قد طلب مساعدة الفرنسيين على تدريب عناصر حماية الشخصيات التابعة للأمن العام. وفي هذا الإطار سيصل الى بيروت في 19 تشرين الثاني الجاري ثلاثة عناصر من «خدمة حماية الشخصيات الرفيعة» Service de Protection des Hautes Personnalites لتدريب عناصر الأمن العام. وهذا الجهاز ليس تابعاً لـ«الجندرما» الفرنسية، بل هو جهاز مستقلّ مكلّف بمهمات حماية الوزراء الفرنسيين ويشارك في حماية الرئيس شيراك.