جورج شاهين
مما لا شك فيه أن الساعات الـ48 المقبلة ستحمل المزيد من المؤشرات حول المسار الذي ستسلكه التطورات الداخلية في ضوء الأحداث المتلاحقة.
وستـــــــــكون كافـية لقراءة النتائج المترتبة على الخطوات الأخيرة التي أعقبت انفراط عقـــــــــد طاولة التشاور السبت الماضي وما تلاها من استقالة وزراء «أمل» و«حزب الله» وصولاً إلى إقرار النظام الداخلي للمحكـــــمة الدولية الخاصة بلبنان ومشروع الاتفاق ما بين لبنان والأمم المتحدة، في جلسة مجلس الوزراء مساء الإثنين المــــــاضي رغم موقف رئيس الجمهـــــــورية واستقالة الوزراء الستة.
وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» إن حجم الاتصالات الدائرة على أكثر من مستوى محلي وإقليمي ودولي بلغ حدوده القصوى، ومعظم العواصم العربية ولا سيما منها مصر والسعودية دخلت على خط إحياء التواصل الذي فقد ما بين فريقي الصراع الداخلي، رغم أنه يتجه إلى المزيد من التعقيد حتى «القطيعة الشاملة»، إلا إذا حصلت مفاجأة مع عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى بيروت بعد ظهر اليوم. هذا إن لم يمدّد إقامته في الخارج إلى مطلع الأسبوع المقبل.
وفي هذه الأجواء، توقعت المصادر أن يتجنب بري بعض الذين سيتصلون به وسط كلام على عتب كبير «يختزنه» لبعض أصحاب المساعي. فهو، وإن كان في طهران منذ السبت الماضي، «لم يغب عن أي من الأحداث والمواقف بكل تفاصيلها وخلفياتها» كما تقول أوساطه.
وعلى خط مواز، واصل السفير الأميركي جيفري فيلتمان جولاته على المراجع اللبنانية الرسمية والحزبية ولا سيما من زعماء 14 آذار، واستمر متكتماً، ينهي لقاءاته من دون الإدلاء بتصريح، حتى البارحة حين التقى الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الشيخ أمين الجميل حيث كشف عن الرسالة التي كلفته إدارته إبلاغها إلى المراجع اللبنانية، وعنوانها «الدعم المستمر من الحزبين الديموقراطي والجمهوري الأميركيين والشعب الأميركي للحكومة اللبنانية ولحرية لبنان وسيادته واستقلاله».
وعلمت «الأخبار» أن فيلتمان حرص على إبلاغ من التقاهم بأن قرار السياسة الخارجية لبلاده ما زال في يد الرئيس جورج بوش وأن هذه السياسة لن تتغير في أي من عناصرها الأساسية في لبنان خصوصاً، وأن أي كلام آخر لا قيمة له.
وأضاف السفير فيلتمان ما معناه: «لا تكترثوا لأي خبر يتصل بزيارة وفد أميركي، أو أي مبعوث خاص الى المنطقة، أو أي تصريح يدعو إلى إحياء الحوار بين واشنطن ودمشق تحديداً، فالأمر ليس له أي انعكاس يذكر على الوضع في لبنان، وهو مجرد كلام لا يقدم ولا يؤخر ولا يبدل في شيء على الإطلاق».
وأضافت المصادر لـ«الأخبار» أن فيلتمان الذي أجرى اتصالات بكل قادة 14 آذار أبلغهم ارتياح الإدارة الأميركية وتهنئتها للحكومة وجميع مؤيديها بإقرار النظام الداخلي للمحكمة الدولية واتفاق التعاون مع لبنان في جلسة مجلس الوزراء أول أمس، داعياً إلى إعطاء تصريح سفير بلاده في الأمم المتحدة جون بولتون الأهمية التي يستحق.
وإلى أن تتضح معالم الاستحقاقات المقبلة، تقول المصادر لـ«الأخبار» إن الوضع بات بالغ الدقة، وهذا ما يفرض متابعة الأحداث ساعة فساعة.
وتوقفت عند رفض رئيس الجمهورية تسلّم نص القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء في شأن المحكمة الدولية، والذي أرسله إليه الرئيس السنيورة أمس بالطرق الدستورية، وذلك انسجاماً مع موقفه الذي يرى أن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت مساء الاثنين مجرد لقاء وزاري تشاوري، ومن حق السنيورة أن يعقده ساعة يشاء، سواء في السرايا أو في المقر المؤقت لمجلس الوزراء.