نعمت بدر الدين
أثبت وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، التزامه قرار قيادتي «حزب الله» وحركة «أمل» بالاستقالة، رغم أنه لا ينتمي تنظيمياً الى هذين التنظيمين، فما كان منه إلا أن قطع زيارته أثناء توجهه الى اجتماع مجلس الوزراء العرب الذي انعقد بناءً على دعوة لبنان، للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وزارة الخارجية والمغتربين تعيش في غياب سيد قصر بسترس حالة من الترقب لما قد يحدث في المرحلة المقبلة. فهل سيعود المستقيلون كما عادوا في المرة السابقة عن الاعتكاف، أم سيسلم مفتاح القصر الى الوزير الوكيل طارق متري، أم إن البلاد كلها ستعيش حالة من الفراغ؟
بعض الأوساط الدبلوماسية تحدث الى «الأخبار» عن أن جو الترقب ترافقه حركة استفسارات ظهرت من خلال زحمة السيارات التي شهدها موقف القصر، ومن خلال اللقاءات الجانبية للدبلوماسيين في أروقته وفي المقاهي المجاورة ومبانيه الملحقة. وتعلق هذه الأوساط على أن ما سيتأثر مباشرة بغياب الوزير، هو القضايا التي لا تزال عالقة، كمشروع مرسوم التصنيفات من الفئة الثالثة الى الفئة الثانية، وتشكيلات الفئة الثانية. وهذا ما سيؤثر على أوضاع الدبلوماسيين الذين سيطالهم التصنيف أو التشكيل وعلى استقرار عائلاتهم، إضافة الى أن السفراء الذين عيّنوا من خلال التشكيلات الأخيرة ينتظرون توقيع رئيس الجمهورية على اعتماداتهم، والذي قد تؤخره الظروف السياسية، وخصوصاً أن التوافق بات مفقوداً وأن الكل يتهم الكل بلا دستوريته، مما يخلق الكثير من المشاكل في السفارات والقنصليات في الخارج.
تضيف الأوساط أن هناك قضية أساسية يجب ألا تغيب عن البال وتحتاج الى متابعة دقيقة، وخصوصاً أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد حالياً في دورتها الواحدة والستين، ولبنان تقدم منها بمشروعي قرارين، الأول يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في لبنان خلال الحرب الأخيرة، والثاني بحقوق الطفل، وأن البعثة اللبنانية الدائمة في نيويورك تنتظر التعليمات اللازمة، وخصوصاً أن بعض الدول الصديقة تتحرك لدمج المشروعين في واحد، إرضاءً لإسرائيل. والسؤال المطروح: من سيواكب إرسال التعليمات ومن سينسق مع السرايا الحكومية؟
تضيف الأوساط أن الجانب السياسي في عمل الخارجية لن يتأثر كثيراً باستقالة الوزير، لأنه يتم وفق سياسة حكومية واضحة. إلا انه كانت للوزير صلوخ محطات كثيرة ودور كبير في تصويب المواقف وجعلها أقرب الى الإجماع الوطني اللبناني وتشكيلات السفراء الأخيرة كانت شاهداً على ذلك.