رامح حمية ــ علي سلمان
لامست أزمة مياه الصرف الصحي في منطقة غربي بعلبك «الخط الأحمر»، وباتت تنذر بكارثة بيئية كبرى إذا لم يبادر المعــنــــيون إلى إيجــــاد حلول لها.
تتمثل الأزمة في عدم وجود مصارف صحية للمياه المبتذلة على مستوى بلدات المنطقة بأكملها، الأمر الذي يحتّم على المجالس البلدية مدّ شبكات المجارير الى المناطق السهلية، ومن ثمّ إلى مجرى نهر الليطاني الذي يقطع قرى غربي بعلبك كمصبّ «اضطراري» وحيد في ظلّ غياب أي مصب «رسمي». إلا ان هذا الحلّ ليس العلاج المثالي للأزمة، بل يزيدها تعقيداً وتلويثاً إذ ينقلها من داخل الأماكن السكنية لتمتدّ وتشمل السهل البقاعي وما يحمله من تنوعات طبيعية وزراعية مختلفة. فكما هو معلوم، يقطع مجرى نهر الليطاني المناطق الزراعية في المنطقة، ويلوّث بمياهه المختلطة بمياه الصرف الصحي المزروعات والمياه الجوفية وكل ما يظهر في طريقه. وهذا ما أكّدته فعلياً مصادر طبية في غربي بعلبك، ولا سيّما في بلدة حوش الرافقة التي تعتمد في ريّ مزروعاتها على نهر الليطاني الذي يمر وسطها.
وبحسب رئيس البلدية رياض يزبك، ينتظر حوش الرافقة مصيرٌ أسود بيئياً، لأنها تقع على «خط التلويث» مباشرة، وهي بحكم اعتماد أهلها على الزراعة ومياه الآبار الارتوازية فإن التلوث يصيب مقومات الحياة فيها. ويرى يزبك انه لا يكفي ان تقوم البلديات بمد الشبكات الداخلية للصرف الصحي لأن مصارف مياه هذه الشبكات يجب ان تكون ضمن الشروط الصحية. وهذا ما شاطره إياه رئيس بلدية شمسطار فاضل الحاج حسن.
ففي عام 1996 أطلّت وزارة الإسكان والتعاونيات (قبل أن تنتقل المسؤولية إلى وزارة الطاقة والمياه) وفي جعبتها تقديمات منحتها لبعض القرى في غربي بعلبك، بغية تنفيذ مشاريع الصرف الصحي. ولكن هذه التقديمات والمشاريع لم تزد الناس إلّا هموماً. فلا المجارير نفّذت (بوداي- فلاوي- شليفا- السعيدي)، وإن نفذت فقد طافت أراضيهم الزراعية بالمياه المبتذلة، وغصّت المستنقعات بالأمراض والجراثيم، لأنها من دون محطات تكرير (بدنايل- قصرنبا- تمنين- شمسطار- طاريا).
بلدية شمسطار التي تضم بين ثناياها عدداً من القرى والبلدات (كفردبش ـ بيت شاما ـ الروضة ـ العقيدية ـ مزرعة بيت صليبي ـ بلدة النبي رشادة ـ كفردان ـ وقرى بيت مشيك) لم تنجز إلا مشروع الخطوط الرئيسية في البلدة نفسها، بالإضافة الى بلدة العقيدية. أما بقية البلدات والقرى التابعة لها، فإن مشاريعها للصرف الصحي «رهن الظروف وبانتظار المساعدات والتقديمات». وأشار رئيس البلدية الحاج حسن الى «أنّ جزءاً من مشروع الصرف الصحي المنفّذ في شمسطار هو من تقديمات وزارة الاسكان، بيد ان الجزء الآخر كان نتيجة طلب تقدّمنا به الى وزارة الطاقة والمياه التي ساهمت بأكلاف جرّ خطوط ضرورية يبلغ طولها 1385م لبعض (الجور) الصحية إلى الخط الرئيسي».
وعن البلدات والقرى التابعة لبلدية شمسطار، تابع الحاج حسن «نتابع في شكل متواصل مع وزارة الطاقة والمياه السبل المناسبة لمتابعة تنفيذ المتبقي من هذا المشروع لناحية إنشاء محطة تكرير للصرف الصحي، لأن عائدات البلدية من الصندوق البلدي المستقل لا تكفي». وأعرب عن أمله في «تبنّي الاتحاد الأوروبي مشروع المحطة، ولكن لا شيء فعلياً ورسمياً حتى الآن». وأضاف «نحن نعلم مدى الضرر الذي تسببه المجارير من دون محطات تكرير، وهي للأسف تصب في مجرى الليطاني من كل حدب وصوب، من الشرق والغرب، وعلينا جميعنا تحمّل المسؤولية».