كارل كوسا
هوّة ما زال يعانيها معظم تلامذة المدارس، تتمثّل في المسافات الشاسعة، الفاصلة بين الشقّين النظري والتطبيقي في المواد الأكاديمية كافّة. ما يحوّل عملية اكتساب المعرفة لدى الأطفال والناشئة ساعات «أعمال شاقّة» ومضنية، نظراً إلى حلقة مفقودة يستحيل كسرها سوى بإيجاد مدارس تخرج من دوّامة النظريات المجرّدة وتتجاوزها نحو تطبيقات بحتة وميدانية حيّة، ومُبسّطة للفكرة المزمع إيصالها.
من أجل ذلك كلّه، افتتح أمس المجلس الوطني للبحوث العلمية، بالتعاون مع كوكب الاكتشاف ـــ المتحف العلمي للأولاد، المعرض العلمي الأوّل حول «فسيفساء التطبيقات الفيزيائيّة»، في مركز كوكب الاكتشاف في بيروت. وهو موجّه للطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 13 و 19 عاماً.
وأشار رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمة إلى أنّ «مهمّة التعليم في دعم الثقافة وتوسيع آفاقها تقوم على تعميمها على مكوّنات المجتمع المدني كافّة»، مذكّراً بأنّ موضوع هذا الدعم «هدف التزمتْه كل الدول التي اجتمعت في أيلول 1992 في جنيف، (وبينها لبنان)». وأكّد طعمة أنّ فاعليّة المخطّط الموضوع «تقوم على تجاوب مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصّة مع هذا الدعم، وفي طليعتها الجامعات».
ورأى وزير الثقافة طارق متري أنّ الثقافة معنيّة بكسر الجدران بين حدود المعرفة، وخصوصاً في زمن يزداد فيه «تخصّص التخصّص... ومستقبل بلدنا يبنيه أهل المعرفة والثقافة في الدرجة الأولى».
وركّز على أهميّة الشراكة التي يقوم عليها هذا العلم، وخصوصاً بين «اللبنانيين وأصدقائهم الفرنسيين»، وذلك بعد أن تلا ممثّل السفارة الفرنسية كلمة شدّد فيها على «أهميّة البحث كشرط أساس للتطوّر وضرورة بدء تنشئة الأولاد على ديالكتيك العلوم وتطبيقاتها انطلاقاً من المدرسة».
ظاهرة تحليق الأجسام جُسّدت عبر كرة أرضية معلّقة في الفراغ، وهذه ميزة فيزيائية، يُستعمل فيها المجال المغناطيسي لمغناطيس ما لإبعاد المغناطيس الآخر. «توأمان جدّ مختلفين» عنوان تطبيق يحتوي على نوّاسين، تتباين حركة كل منهما إذا حُرِّكا في الوقت والاتجاه عينه، الأمواج المنفردة عندما تتحرّك تحافظ على طاقتها نفسها (عكس الأمواج العادية) كالتسونامي الناتج من هزّة أرضية مركزها تحت البحر. يستمرّ المعرض حتّى 27 كانون الأوّل، حيث سينتقل، بعد ذلك، إلى طرايلس وزحلة وصيدا، على أن تليه معارض حول موضوعات أُخرى كـ«الفائدة من الرياضيّات، كيف تعمل الطائرة، أوراق الشاي، إلخ...». أخيراً، أفادت المسؤولة عن المعرض أنّ «أجندة» زيارات المعرض قد امتلأت مسبّقاً من مدارس عدّة ترغب في بلورة شخصيّة تلامذتها العلمية.