صور ــ آمال خليل
لم تمرّ دقائق على نصب خيمة الاعتصام، حتى اضطر المعتصمون إلى فكّها بسبب رفض وزارة الداخلية إعطاءهم تصريحاً. إنّهم ناشطون من لبنان وفلسطين وإيرلندا، يعملون في مشاريع إنسانية وخدماتية في القرى الجنوبية منذ بداية العدوان على لبنان. وكانوا قد قرروا الاعتصام أربعة أيام والإضراب عن الطعام أمام مكتب الأمم المتحدة في صور احتجاجاً على المجازر الإسرائيلية في غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للصمت الدولي.
فتوجهوا صبيحة أمس إلى مقر البلدية لأخذ التصريح من رئيسها الذي رحّب بالخطوة. ثم طلبوا الإذن من قائمقام صور الذي حوّلهم إلى محافظ الجنوب، فنقل المحافظ إليهم رفض وزارة الداخلية إعطاءهم تصريحاً للاعتصام، مقدِّماً أسباباً عدة منها أنهم «لم يتقدموا قبل 48 ساعة بطلب تصريح».
المعتصمون الذين نشروا صور المجازر في فلسطين المحتلة والأعلام الفلسطينية على سور الرصيف، مقابل مكتب الأمم المتحدة، فكّوا خيمتهم، لكنهم لم يفضّوا اعتصامهم.
فقد صمّموا على الاستمرار في التجمع على الرصيف حتى يوم الجمعة المقبل والإضراب عن الطعام مؤكدين أنه «لا قانون يمنع من الجلوس على الأرصفة».
في الاعتصام، كان عناصر الدرك ورجال المخابرات الذين جالوا على الحاضرين لأخذ أسمائهم وصفاتهم معرّفين بدورهم عن أنفسهم، أكثر عدداً من المعتصمين أنفسهم. كويفا باترلي، إحدى منظّمي التحرّك والناشطة الإيرلندية ضمن مجموعة «صامدون» في عيتا الشعب، سبق أن وجّهت انتقاداً لاذعاً لطوني بلير أثناء زيارته لبيروت قبل شهرين.
تردّ كويفا سبب اختيار مكان الاعتصام إلى «أنه احتجاج أيضاً على سلوك اليونيفيل في القرى الجنوبية»، وما تمارسه من دهم للمنازل، مشيرة إلى أن «مكان اليونيفيل الحقيقي ليس في جنوب لبنان بل في فلسطين». وأجمع المشاركون على أن رفض وزارة الداخلية لإعطاء تصريح لتحركهم «إنما ينمّ عن عنصرية وإدخال الخطوة ضمن الحسابات السياسية الداخلية».
كويفا ومايكل وعماد ورانيا وأحمد افترشوا الرصيف وسوف يستمرون في المحاولة لأخذ تصريح اليوم والغد وبعد غد لنصب خيمتهم.