رأى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أنه يجب «أن نعود ونجلس ونضع مخاوفنا وهواجسنا على الطاولة ونحاول التعامل معها، وعلينا ألّا نضيّع وقتنا بإجراءات يمكن أن نظن أنها تؤدي إلى معالجات لكنها في الحقيقة تثير مخاوف من نوع جديد» معتبراً أن «لا بديل للبنانيين غير الحوار».وقال السنيورة في مقابلة مع محطة (ام بي سي) ردّاً على سؤال عن وعد الامين العام لـ«حزب الله» بحكومة نظيفة، ووصفه الحكومة الحالية بأنها غير صادقة لأنها كانت على علم بالعدوان وطلبت من الإسرائيليين إطالته: «وجهة نظر السيد حسن نصر الله بشأن سقوط الحكومة هي رأيه ورأي آخرين. أما استعمال عبارات «حكومة نظيفة» وأننا كنا على علم بالعدوان، فما زلت أعلل النفس بأن هذا الكلام منسوب للسيد حسن نصر وليس له شخصياً، وأعتقد أنه يعلم شخصياً أن هذا الكلام ليس فقط غير دقيق بل هو غير صحيح، وهو يعلم أن هذه الحكومة فعلت الكثير الكثير من أجل تدارك العدوان عندما حصل ومعالجة استمراره ونتائجه، وهي التي حققت وقفاً للعدوان من خلال الاتصالات والنقاط السبع والقرار 1701».
وقال «إن كيل الاتهامات من هنا وهناك ليس مفيداً»، ورأى «أن السيد حسن، الشخص الذي أحترم وأقدّر دوره، بعيد كل البعد عن إطلاق مثل هذه العبارات». وقال: «نحن الآن في لبنان كمجموعة من الركاب على متن سفينة واحدة يتقاصف من هم في طرفها مع من هم في الطرف الآخر، وبالتالي تقع القذائف على السفينة نفسها، وعندما يتهيأ للبعض أنهم خسروا وربح الآخرون، ففعلياً السفينة تلوي من مكان إلى مكان ويؤدي ذلك إلى غرقها».
وعن رسالة الرئيس إميل لحود الى الأمين العام للأمم المتحدة التي قال فيها إن قرار الحكومة غير شرعي ولا يلزم الجمهورية اللبنانية، كرر السنيورة ما كان قد ذكره عن اتصالات بينه وبين لحود في نهاية الاسبوع الماضي، قال السنيورة: «القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية هو قرار دستوري مئة في المئة، لأن مجلس الوزراء حسب الدستور يضع نقاطاً محددة لاعتبار الحكومة مستقيلة، وإحدى هذه النقاط هي عندما يكون أكثر من ثلثها قد استقال، وبالتالي هنا حتى الذين طلبوا الاستقالة لا يفوق عددهم الثلث، وأنا رفضت هذه الاستقالة. وحسب الدستور أيضاً، من المعروف أنه لا أحد يصبح وزيراً قبل أن يوقّع مرسوم تعيينه وزيراً فخامة الرئيس ورئيس الوزراء، ولا يمكن أحداً أن يصبح مستقيلاً ما لم يثبت ذلك بمرسوم يوقعه فخامة الرئيس ورئيس الوزراء، والحكومة اللبنانية أرسلت هذا القرار إلى مجلس الأمن وقالت إنه بحسب وجهة نظرها ليست لديها ملاحظات وبإمكان مجلس الأمن أن يسير بهذا الأمر».
وفي موضوع الاتفاقات الدولية رأى السنيورة «أن رئيس الجمهورية مع رئيس الوزراء عليهما أن يقرّاها» لافتاً الى أن الدستور اللبناني يضع ضوابط معينة، حيث إن «هذه الاتفاقات يدرسها الرئيسان لكنها لا تقف عند اختلافهما. فإذا وافق فرَضاً رئيس الجمهورية ورفض رئيس الوزراء فماذا يكون الحل، هل تتوقف الأمور عند ذلك؟ الدستور اللبناني هنا أيضاً شديد الوضوح». وقال إن صاحب السلطة الأساسية في هذا الموضع هو مجلس الوزراء، «وعندما يكون هناك أي خلاف يبت الأمر مجلس الوزراء».
وعن علاقته بالرئيس نبيه بري قال: «لقد تشاركت مع الرئيس بري في اصعب الظروف التي مر بها لبنان، وقد نجحنا من خلال تعاوننا في أن نتخطّى الأزمات التي ولّدها الاجتياح الاسرائيلي، ونحن اليوم نعاني ازمة علينا أن نعالجها».
وردّاً على سؤال قال: «لم أسمع من سعادة السفير السعودي أن هناك مبادرة بالمعنى الدقيق للكلمة، بل هناك تواصل واتصالات وجهود حثيثة يبذلها أشقاء وأصدقاء للبنان، لكن لم تتبلور بعد في شكل مبادرة».
من جهة أخرى نقل نقيبا الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم عن السنيورة بعد زيارتهما له «ان كل المواطنين مدعوون الى يقظة دقيقة من اجل عودة لبنان الى صفائه وسلامة التعايش بين ابنائه». واستقبل السنيورة السفير الروسي سيرغي بوكين وعرض معه الاوضاع اللبنانية والاقليمية. والتقى وفداً برلمانياً بريطانياً وأجرى اتصالين بكل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي.
(الأخبار)