ابراهيم عوض
مصطفى علوش عاتب على رئيس كتلة الوفاء للمقاومة وهاشم علم الدين «طفح كيله»
توقفت الأوساط السياسية عند الهجوم الذي يشنه النائبان في كتلة «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش وهاشم علم الدين على «حزب الله»، وتساءلت إذا ما كان لانتماء الاثنين إلى محافظة الشمال علاقة بالموضوع أم أن الصدفة هي التي لعبت دورها هنا بعيداً عن توزيع الأدوار


في الوقت الذي كان فيه رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية سعد الحريري يتحدث في مقابلة تلفزيونية أول من أمس عن العلاقة الطيبة التي كانت تجمع بين والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ويؤكد عدم علاقة الحزب بجريمة الاغتيال، كانت بلدة المنية في الشمال تشهد مهرجاناً صاخباً أقامه «تيار المستقبل» أطلقت خلاله شعارات وهتافات «نارية» تجاه «حزب الله» وحلفائهكما هاجم النائب في الكتلة المذكورة هاشم علم الدين الحزب بعنف، داعياً إلى أن يكون الجميع «على أهبة الاستعداد لتلبية الواجب والزحف الى حيث يطلب منكم كما زحفتم في 14 آذار إلى ساحة الحرية».
وقبل علم الدين انبرى زميله في الكتلة أيضاً النائب الدكتور مصطفى علوش لمقارعة «حزب الله» في أكثر من تصريح وخطاب، وهو الأمر الذي حمل النائب حسين الحاج حسن إلى القول قبل أيام في مقابلة تلفزيونية شاركه فيها منسق «تيار المستقبل» في الشمال النائب سمير الجسر إنه لا يمكن له بعد اليوم أن يضع عينه في عين علوش الذي حاول تصوير الحزب على أنه وراء التفجيرات التي حصلت في لبنان بعد تسلمه السيارات المفخخة من المخابرات السورية المنسحبة.
هل في الأمر صدفة أن يكون نائبا «المستقبل» المتصديان لـ«حزب الله» من أبناء محافظة الشمال أم هو توزيع أدوار واختصاص وفق ما تفيد أوساط متابعة تبين لها أن مهمة الهجوم المباشر على الحزب أوكلها «المستقبل» حالياً إلى النائبين الشماليين، فيما التصويب على رئيس الجمهورية عهد به إلى النواب وليد عيدو وعاطف مجدلاني ونبيل دو فريج؟
علوش وعلم الدين يسخران من هذا الطرح ويؤكدان لـ«الأخبار» أن لكل نائب في كتلة «تيار المستقبل» الحرية الكاملة في التعبير عن رأيه، ولا وجود لعمليات توزيع أدوار أو ما شابه إلا في «أذهان الحاقدين علينا».
الدكتور علوش الذي تبلغ عتب زميله الحاج حسن عليه، عاتب بدوره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لتشبيهه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بقرضاي، وهو ما استدعى منه رداً شبه فيه خطاب رعد بخطاب المذيع المصري الراحل أحمد سعيد. وعزا علوش انفعال النائب الحاج حسن إلى وقوعه في التباس بين ما كتبه في صحيفة «المستقبل» بعنوان «14 آذار و 26 نيسان» وما قاله في مهرجان أقيم في الضنيةوأوضح أنه قصد مما كتبه في الصحيفة أن يرد على الأمين العام لـ«حزب الله» مشيبراً إلى أن استبدال الأخير تسمية فريق «14 آذار» بـ«14 شباط» «غير موفق» لكونه يذكرنا بجريمة اغتيال الرئيس الحريري في ذلك التاريخ من العام 2005 إن لم أقل يخيفنا بها». أما كلامه على 26 نيسان فيرتبط بتاريخ انسحاب القوات السورية من لبنان حيث قلت إنها تركت وراءها جماعتها مع السيارات المفخخة والطناجر الصدئة التي كانت تلك الجماعة تطبل فيها وتزمر لأركان الوجود السوري.
وأوضح النائب علوش أن كلمة «الجماعة» لا تعني «حزب الله» بالتحديد، لكن يبدو أنها استغلت كقميص عثمان لافتعال مشكلة معنا.
ولدى سؤاله عما إذا كان يتلقى ملاحظات من النائب سعد الحريري على مواقفه المشار إليها أجاب بأن الأخير اتصل به قبل مدة لاستيضاحه في ما ورد في المحاضرة التي القاها في الضنية ونشرت مجتزأة في «الوكالة الوطنية للاعلام»، إذ فهم منها انه يبرئ اسرائيل ويطالب بنزع سلاح المقاومة التي وصفها بالميليشيا، فيما الحقيقة انه حمل على اسرائيل واصفاً إياها بالدولة المعتدية والعدوة، مستنكراً البطء في تدخل المجتمع الدولي لوقف اعتداءاتها على لبنان. كما شرح ان كلمة «ميليشيا» ليست كما يفهمها البعض، بل تعني مجموعة عسكرية مسلحة منظمة لكنها لا تدخل تحت سلطة الشرعية.
وبشيء من الحدة انتقد النائب الدكتور مصطفى علوش تلفزيون «المنار» الذي «وصفني بالمنحرف.. أنا ابن منطقة التبانة في طرابلس الذي قاتل العدو واعوانه يقال عني منحرف. لقد ناشدت الحاج محمد رعد أن يخفف الحزب من لهجته حتى نبقى هادئين».
من جهته رأى النائب هاشم علم الدين الهجوم الذي شنه على «حزب الله» في خطابه الذي القاه في مهرجان المنية اول من أمس أنه نتيجة لمواقف الحزب الانفعالية التي يهددون فيها بالويل والثبور وعظائم الامور ويلوحون بالنزول الى الشارع، وتساءل: «لماذا هذا الاستفزاز والتصعيد وقرع طبول المواجهة؟» مضيفاً: «أشهر مضت ونحن على هدوئنا ومسايرتنا لهم حتى طفح الكيل، وما قلته في المهرجان لا يعبر عن رأيي فقط، بل هو رأي جميع ابناء المنية الذين لي شرف تمثيلهم في البرلمان».
وعن تفسيره لتزامن هجومه على «حزب الله» مع تأكيد سعد الحريري براءة الحزب من اغتيال والده وتنويهه بالمواقف الوطنية لأمينه العام قال: «يصطفل» الشيخ سعد، فليفعل ما يريد ويبرئ من يريد.. نحن لدينا قضيتنا ايضاً.