طرابلس ــ صفوح منجد
تبدي أوساط شمالية قلقها من تنامي حال التعبئة المذهبية والطائفية في مناطق طرابلس والضنية وعكار والمنية والكورة، وتحذر من مغبة تفاقم الأمور واتّخاذها منحى خطيراً، تتمثل مؤشراته في الاستنفارات والاستفزازات في عدد من الأحياء الداخلية في طرابلس، ولا سيما في التبانة والقبة وأبي سمراء والميناء.
وتفيد تقارير تتلقاها القيادات السياسية والجهات الأمنية أن الشجارات الناتجة عن خلافات حول الأوضاع السائدة على الساحة اللبنانية، سرعان ما تتطور في هذه المناطق الى نزاعات بين شبان يستعمل خلالها «السلاح الأبيض» بمختلف أنواعه. وقد دفع ذلك القوى الأمنية، من جيش وقوى أمن داخلي، الى تسيير دوريات يومية في الأحياء الداخلية في طرابلس، وبخاصة في التبانة وجوارها، لوقف الاستفزازات والحيلولة دون تفاقمها.
وتنقل الأوساط المتابعة عن مصادر مرجع حكومي سابق انشغالها بصورة شبه يومية في ملاحقة ما يترتب على هذه المنازعات الدامية من جرحى وموقوفين، الأمر الذي يضطر المرجع الى التدخل لفض هذه النزاعات والحيلولة دون تطورها الى مواجهات واسعة.
وتزيد من تفاقم الوضع المحلي في طرابلس مناورات تقوم بها جهات وتيارات سياسية معينة، بهدف الإبقاء على حال الاستنفار في صفوف مؤيديها تحسباً لنزول المعارضة الى الشارع. والأمر نفسه ينسحب على مناطق الضنية وعكار. غير أن جهات سياسية تحدثت إليها «الأخبار» أكدت أن ما يشاع عن استنفارات على الساحة الطرابلسية مجرد «شائعات لا أساس لها من الصحة». وأوضحت أن ما يحصل هو «تفعيل» للدعوة الى المهرجان الذي يقيمه تيار المستقبل غداً في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس لمناسبة إقامة دورة حسام الدين الحريري الرياضية التي من المقرر أن تلقى فيها كلمة للنائب سعد الدين الحريري ووزير الداخلية (المستقيل) حسن السبع (اللافت أن مشاركته تأتي بوصفه وزيراً أصيلاً في الحكومة الحالية). ويعوّل المسؤولون في تيار المستقبل على أهمية المشاركة في المهرجان لإبراز شعبية التيار على الساحة الشمالية.