بنت جبيل ــ داني الأمين
تنافس الخيّرون من قطر وإيران وجهاد البناء والجمعيات الأهلية على تقديم المساعدات الصحية لأبناء بلدات بنت جبيل، فاستطاعوا تأمين العلاج المجاني والأدوية المجانية لجميع المرضى، إلا أنه لم يؤخذ بالاعتبار حال أطباء هذه البلدات. فالمرضى تتم مداواتهم والأطباء يشكون.
صبر أطباء بنت جبيل على معاناتهم بدأ ينفد، فهم بدأوا التحضير لاعتصام تحذيري، غايته «إطلاع المعنيين على معاناتهم التي تختلف في نوعها عن معاناة الآخرين». فمعظم عياداتهم دمّرها العدوان أو تضررت منه، وكذلك منازلهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ إن التعويضات على الأضرار التي لحقت بعياداتهم، لا وجود لها حتى الآن؛ وليس هناك ما يبشّر بذلك، رغم أنّ عياداتهم هي مورد رزقهم الوحيد. حتى ان المساعدات الصحية التي تقدّم للأهالي من عدة جهات دولية ومحلية كانت على حسابهم، لأنها اعتمدت على تقديم العلاج المجاني والأدوية المجانية في مستشفيات ميدانية مجهزة بأطباء من خارج بنت جبيل؛ وهذا ما زاد الطين بلّة.
ولم يزل مشهد مبنى الأطباء المتصدّع في بنت جبيل على حاله، برغم مرور ثلاثة أشهر على توقف العدوان. عيادات مريضة تحتاج الى المساعدة، وأطباء يتردّدون كل يوم إلى مراكز تسجيل الأضرار للبحث عن علاج لمشكلاتهم.
طبيب الأسنان جاد علاء الدين يقول «دمرت عيادتي ولا أستطيع تأمين البديل ولا تعويض حتى الآن، عملي توقّف وليس هناك من معين». أما الطبيب فايز بيضون فذكّر بأن «غالبية الأطباء تطوّعوا للعمل في الأماكن التي نزحوا إليها، ولم يطلبوا الشكر من أحد، فهذا واجبنا وهذه رسالتنا، لكن ما هي رسالة المسؤولين والتزاماتهم؟».
ويذكر الطبيب العبد فرج أن «صبرنا سيستمر حتى نهاية الشهر الجاري، على أمل أن يباشر المعنيون بحل أزمتنا». واللافت أن نقابة الأطباء لم تبادر الى القيام بما يلزم لمساعدة الأطباء، حتى أن أحد الأطباء يعلق «كان على النقابة أن ترسل، على الأقل، مندوباً من مجلسها للاطلاع على معاناة الأطباء هنا، فهي لا تذكرنا إلّا عند استحقاق الرسوم السنوية المتوجبة علينا!».