أعلن ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان، أن الأخير ينوي ارسال خطته لإقامة محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه فيهم في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى مجلس الأمن، على رغم الملاحظات التي أرسلها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الى أنان ورأى فيها أن موافقة الحكومة اللبنانية على اقامة المحكمة غير شرعية لأنه لم يقرها.وأوضح الناطـــــــــق الدولي: «سنمـــــــــضي في العملية، والامين العــــــام عازم على تقديم تقريره الى مجلس الامن خلال 24 ساعة».
وأعرب السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون، عن أمله أن يبتّ مجلس الامن الخطة «بسرعة... ويؤمل ان يكون ذلك هذا الاسبوع».
من جهة أخرى، اتهم نائب الرئيس السـوري الســابق المنشـــــقّ عبــــد الحليم خدام «حلفاء النظــــــام الســـــــــوري» بـ «إشــــعال الفتنة» في لبنان لتجنّب التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، ودعا السوريين إلى الاستعداد لما وصفه بـ«يوم التغيير».
وقال المسؤول السوري السابق، في رســـــالة وجهـــــــها أمس إلى «الشعب الــسوري» عبر تلفزيون «المســتقبل»، لمناسبة الذكرى الـ 36 للحــــركة التصحــــيحية، إن الرئيس بشار الأسد «اتخذ قرار اغتيال الرئيس الحريري وعــــــــــددٍ من السياسيين اللبنانيين ليتخلص من قوة صاعدة في لبنان، فألحق بقراراته أفـــــــــدح الأضرار بسوريا ولبنان، وأقلها الخروج المذل للجيش السوري من لبنان».
وأضاف: «أدرك (الأسد) أن العقاب قادم فأراد تجنبه بالعمل على حرق لبنان ظناً منه أنه يحرق سبب خوفه، غير مدرك أن نار الفتنة ستحرق لبنان وسوريا وسيكون نظامه أول وقودها».
وهاجم خدام، الذي انشقّ أواخر العام الماضي وأسس مع معارضين سوريين «جبهة الخلاص الوطني»، «تحالف النظام السوري مع حزب الله».
وتساءل: «كيف يمــــــــــكن أن يقوم تحالـــــــــف بين حزب مبادئه إلهية وتاريخه نضالي وسلوكه الأخلاقي لا شائبة فيه، وبين نظام فاسد ومستبدّ. والأمين العام لحزب الله (السيد حسن نصر الله) وقيـــــــادته يعرفـــــــــــان جيداً حجم فساد الأسرة الحاكمة... كما يعرفان فساده في لبنان ومعاناة اللبنانيين من أجهزته ومعاناة الشعب السوري في خبزه وفي حريته».
وهاجم خدام «فك النظام ارتباطه بالمنظومة العربية، وارتباطه بالاستراتيـــــــجية الإقليمـــــــــية لإيران. وقال: «إن بشــــــار الأســـــــد أطلــق يد السفير الإيراني في سوريا لنشـــــاطات لا تقبل إيران أن يقوم بها أو ببعــــــضها أي سفير عربي أو مسلم فوق الأرض الإيرانية».
ودعا إلى «كسر جدار الخوف، فرئيس النظام وأسرته وأعوانه أشـــــــــد خوفاً لأنهم يدركون أن نظامهم أصبح قاب قوسين من الانهيار، وهو يظن أن في استخدامه القمع الشديد يمد عمر نظامه الذي بات أمر سقوطه محسوماً بسبب فساده واستبــــــــــداده».
ودعا البعثيين، مدنييــن وعسكريين، إلى تحمل مسؤولياتهم «مع سائر المواطنيــــــن، وأدركوا أن النظام منهار ولا ريب في انهيـــــــــاره، واحرصوا على ألا تكونوا والحزب وقوداً للانهيار، فتخلصوا من هذا النظام وكونوا مع الشعب، وتعاضدوا مع سائر المواطنين للمساهمة في تحقيق التغيير وبناء دولة مدنية في إطار ديموقراطي يشارك فيه المواطنون بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الجنس».
(رويترز، يو بي آي)