فداء عيتاني
صارت الصورة عبثية لدى أركان تيار «المستقبل» وأعضاء كتلته النيابية: «ما هي الأزمة تحديداً؟ يضعون المسدس في رأسنا ويطالبون بحل الأزمة، ولكن ما هي؟» يسأل أحد النواب «المستقبليين»، بما يذكّر برواية فرانز كافكا، «القضية»، التي تنتهي بإعدام المتهم من دون معرفة سبب الاتهام.
يتابع النائب: «لا يمكن منع الناس من التعبير السياسي والاستنتاج، هم يرون اليوم أن «حزب الله» متورط في قضية اغتيال رفيق الحريري، والا لما طالب بالثلث المعطل وانسحب من الحكومة، وحين تواجههم برفض هذه الاتهامات يكادون يرون أنك بسيط وساذج»، يقول النائب، من دون ان يخفي أن الناس أنفسهم كانوا منذ اشهر قريبة يرون ان حزب الله محاط بهالة المقاومة والانتصار، «وهو فوق مستوى الشبهات».
يستنتج النائب أن القرار الاتهامي الذي سيصدره المحقق الدولي سيرج براميرتس، لن يكون بعيداً عن توجيه الاتهام الى سوريا وبعض قادتها بالاسم، وهو ما يدفع سوريا الى تعطيل المحكمة الدولية بأي ثمن، بتحالف مع ايران التي تدعمها لسببين استراتيجيين، أولهما عدم انهيار سوريا كصلة وصل بين ايران و«حزب الله»، وثانيهما متابعة مشروع اقامة الهلال الشيعي، الذي يستدل عليه النائب من كلام الرئيس الايراني أحمدي نجاد حول «الشرق الأوسط الاسلامي»، متسائلاً «هل يقصد بالشرق الأوسط الاسلامي منطقة درزية مثــــــلاً؟ بــــالطبــــــع منطقة شيعية».
وبحسب النائب المستقبلي نفسه، فإن التهديد الايراني هو ما دفع الرئيس نبيه بري الى تغيير موقفه حول دستورية الحكومة وجلساتها، موضحاً أن بري أسير مواقف «حزب الله»، بفعل استئثار الأخير بـ«هوى الشارع» الذي كان يناصر حركة «امل» في الماضي القريب، مؤكداً أن أي تناقض ولو بسيطاً بين بري و«حزب الله» سيدفع الأول الى الهاوية. ويتحدث النائب البيروتي عن 3 قضايا رئيسية تهدف المعارضة الى منعها، في حال حصولها على «الثلث المعطّل»:
أولاً إسقاط المحكمة الدولية التي تسبب أرقاً للبعض في دمشــــــــق.
ثانيـــــــــاً تعطيل تنفيذ القرار الدولي 1701 بعد أن «أفاق «حزب الله» من الضربة التي تلقّاها في الحرب الاخيرة، واكتشف أن القرار سيؤدي الى تعفن سلاحه في مخابئه تحت الارض»، وثالثها منع باريس 3 بأي طريقة، وهو الذي يفترض أن يجلب بعض الرخاء للبنان. فـ«حزب الله» يستفيد من القواعد الفقيرة ولا يرى أن الرخاء يصب في مصلحته، وخصوصاً أنه يسعى الى إدامة توزيع «المال النظيف» دون غيره.
ويــــرى النــــائب أن القوى المعارضة متعبة عامة، «حتى لو كانــــت هذه القوى تمثل اليوم أقل بقليل من نصف الشعب اللبناني، فإن نصف الشعب اللبناني يؤيد الحكومة»، قبل أن يضيف إن العماد ميشال عون يستنفد رصيده كل يوم، «كيف يجيب الشارع حين يسأل لماذا رفض الوزراء الاربعة؟ ومن قال إننا كنا سنحتسبهم من حصة «حزب الله»؟ «كل يوم يمر يؤدي الى استنفاد عون لرصيده اكثر فاكثر».
«لا ثلث معطلاً ولا دخول في الحكومة ولا سقوط لها في الشـــــــــارع، ولا حل للبرلمان، واذا استقــــــــال نوابهم فسنجري انتخابـــــــات فرعيــــــــة»، يؤكد النـــــائب الذي يــــــــرى أن ذهاب جزء من اللبنانيـــــــــــين الى العصيان المدني سيؤدي الى بقاء المؤسسات وسط حالة من الرفض من جزء، وموافقة اكثر من النصــــــــف ـــ ولو بقليل ـــ على وجـــــــــودها، وبالتالي «سنصل الى طرح التقسيم، وان كان التقسيم في حاجة الى السير به من الطرفين، فنحن لا نراه في خطتنا»