بيسان طي
“الثمن الذي ندفعه” عنوان تقرير أصدرته جمعية “الأميركيين المهتمين بسلام الشرق الأوسط” عن أعداد وأنواع الأسلحة الأميركية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير على لبنان ومنها 4,8 ملايين قنبلة عنقودية. ويبين التقرير الخروق الإسرائيلية للخط الأزرق في الأشهر الأخيرة. ويلفت إلى مبالغ دُفعت لجنود إسرائيليين لقاء خدمات في العراق وأفغانستان

قدّم البروفسور فراكلين لامب لـ «الأخبار» تقرير «الثمن الذي ندفعه» الصادر عن جمعية أميركية على دراية بمساعدات الولايات المتحدة لإسرائيل والأسلحة التي تقدمها لها. يسلط التقرير الضوء على أنواع الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل ضد لبنان في حرب تموز وأعدادها. وهو نتاج أعمال ميدانية في المناطق الللبنانية التي تعرضت للاعتداءات الإسرائيلية في العدوان وبحوث مكثفة في تقارير مراكز مهتمة بالصراع في المنطقة. وقام فريق من الجمعية بإشراف البروفيسور لامب بإعداد التقرير، وفي مقدمته تعريف بالجمعية التي تأسست بعد “الخميس الأسود” من الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
يلفت التقرير إلى أن عدد الأسلحة الأميركية التي استخدمتها اسرائيل خلال حرب تموز “ضد 2000 مقاوم لبناني تزيد على ما استخدمته في حرب أكتوبر عام 1973 ضد 700 ألف فرقة من الجيشين السوري والمصري”.
ويتبين وفق الجمعية أن الأسلحة العنقودية الأميركية التي رماها الجيش الإسرائيلي في لبنان في حرب تموز تزيد على ضعف الأسلحة العنقودية التي استخدمت في حرب الخليج الثانية عام 1991 وفي البلقان عام 1999 وفي افغانستان والعراق منذ عام 2002 حتى اليوم.
التقرير الذي تميز بدقة في الأرقام لفت في بدايته إلى أن الكونغرس الأميركي يوافق منذ عام 1978 على تقديم نحو 83 في المئة من الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وقدم جزءاً منها كهبات. بعض هذه الأسلحة لا تزال تحت التجريب.
وتقدم الولايات المتحدة الأميركية مساعدات مالية لـ 192 دولة، لكن ثلث هذه المساعدات يذهب لإسرائيل. وفيما “ينتظر لبنان مساعدة أميركية قد تبلغ 230 مليون دولار، تلقى ممثلو إسرائيل في الولايات المتحدة وعوداً من مسؤولين أميركيين بإعطاء الجيش الإسرائيلي مساعدات إضافية تبلغ 8 مليارات دولار لتعويضه عن أموال اضطر إلى صرفها خلال الحرب الأخيرة على لبنان”. وتطلب اسرائيل من الولايات المتحدة أكثر من 160 ألف قطعة مدفعية أميركية و13 ألف قنبلة وملايين الذخائر العنقودية، وهي جزء من استراتيجيتها لإعادة بناء ترسانتها (strategic re-up list). ويشير التقرير إلى أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة قدم 2,5 مليون دولار تبرعات لمرشحين إلى الكونغرس داعمين لإسرائيل. ويتوقع أعضاء اللوبي مساعدات مالية كبيرة للجيش الإسرائيلي مكافأة له على“خدمات خاصة قدمها للولايات المتحدة”.
وفي السنوات الخمس الأخيرة بلغت قيمة المساعدات الأميركية إلى إسرائيل 20 مليار دولار قدمت كمبالغ نقدية أو كهبات من الأسلحة، إضافة إلى عشرة مليارات دولار هي قيمة أسلحة إضافية أو قروض لا تسترد. ويرى محللون عسكريون أن هذه المساعدات الأميركية كانت الركيزة الأساسية التي ساعدت اسرائيل في أعمالها العسكرية ضد المدنيين اللبنانيين. ولفتت الجمعية إلى أن اسرائيل شنت سبع حروب على لبنان منذ عام 1978.
من جهة أخرى، يذكر التقرير أن اسرائيل خرقت الخط الأزرق 1606 مرات في الشهور الـ 17 التي سبقت العدوان، فيما خرقه عناصر حزب الله في تلك الفترة 9 مرات فقط. وكما هو معروف فإن اسرائيل لا تزال تخرق الأجواء اللبنانية مستخدمة طائرات “F-16”وأدوات الاستطلاع الأميركية.
الأرقام التي أوردها التقرير تثير الفزع، فقد استخدمت اسرائيل في حرب تموز 110 أنواع من الأسلحة الأميركية. ورمت 4,8 ملايين قنبلة عنقودية في نحو مئة قرية لبنانية.
استخدم الجيش الإسرائيلي في عدوانه الأخير على لبنان طائرات F-15 وF-16 الحربية و C-130، واستخدم أيضاً طائرات هليكوبتر الأباتشي وAH-1 Cobra و AH-64 Black Hawk. كما رمى قنابل زنتها 500 باوند و1000 باوند و2000 باوند، وأنواعاً مختلفة من الذخائر العنقودية وأسلحة مدفعية تضمنت فوسفوراً أبيض. وجاء في التقرير أيضاً أن الجيش الإسرائيلي استخدم يورانيوم منضب. ويتوقع التقرير أن يكون الجيش الإسرائيلي قد استخدم في لبنان أسلحة وقنابل متفجرة تحتوي على معادن مكثفة. ويؤكد من جهة ثانية أنه استخدم هذا النوع من الأسلحة الذي نُقل إليه من الولايات المتحدة هذا العام ضد المدنيين في غزة. ومن القنابل التي رمتها الطائرات الإسرائيلية في القرى اللبنانية قنابل CBU- 58 التي لم تعد متوافرة في الولايات المتحدة منذ عام 1991 ويعتقد المحللون أن الجيش الاسرائيلي أراد التخلص منها لتستوعب مخازنه أنواعاً جديدة من الأسلحة.
في إطار الحديث عن المساعدات الأميركية لإسرائيل جاء في التقرير أن الولايات المتحدة تقدم مكافآت مالية كبيرة لجنود اسرائيليين قدموا خدمات للجيش الأميركي في حرب العراق وحرب أفغانستان.