بسام القنطار
«يا فقراء العالم اتّحدوا... يا أحرار العالم اتحدوا». لم يردّد هذا الشعار المستوحى من صرخة كارل ماركس شيوعي قادم من أميركا اللاتينية، بل نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمته خلال «لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة» الذي افتتح أمس في قصر الأونيسكو.
إنها الرسالة التي أراد حزب الله إيصالها من خلال هذا اللقاء الذي يشارك فيه أكثر من 400 شخص يمثلون 34 دولة. رسالة التوحد والتلاقي وتطوير علاقات التعاون والتحالف بين الإسلام السياسي التحريري والمنفتح وبين قوى اليسار العالمي المناهضة للعولمة والهيمنة الأميركية والصهيونية.
جمع حفل الافتتاح باقة متنوعة من الكلمات لقوى وأحزاب لبنانية، إضافة إلى كلمات للوفود المشاركة من مختلف القارات.
الرئيس سليم الحص أشار في كلمته إلى «أن انتصار المقاومة في لبنان سيكون واعزاً على تنمية ثقافة المقاومة في المجتمع العربي»، أضاف «إن الحرب سيكون لها من التداعيات على مسار الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبله ما لا يقدّر بثمن».
النائب نجاح واكيم شكر باسم كل مواطن عانى مآسي الحرب تضامن الوفود المشاركة مع المقاومة الذي «يعبّر عن شراكة حقيقية في النضال الإنساني النبيل من اجل عالم يسوده العدل والسلام».
كلمة أميركا اللاتينية ألقاها «خربيرتو ألفارس» من المكسيك، وجاء فيها «لقد كنا شهوداً على الحرب التي خضتموها، ويجب أن نوحد معركتنا لأن هذه هي معركة العالم أجمع... معركة الأفكار أيضاً كما سماها فيديل كاسترو ونحن نهزم عدونا ليس فقط في ارض المعركة بل أيضاً في معركة الكفاح ضد الإمبريالية من خلال أفكار العدالة التي تطمح إلى مستوى عيش أفضل للشعوب».
ورأى نائب الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي محمد سليم «أن الاعتداء الإسرائيلي على لبنان لم يكن عملاً منفرداً لأن ميزة الحروب في القرن الـ21 هي في التعاقد مع الخارج». وتحدث فكتور لزوزي من الكونغو باسم الوفد الأفريقي فقال «أحييكم باسم أفريقيا التي تعني البؤس والحرب الأهلية والديون والأمراض والفقراء، لكن الفقراء هم الذين يدعمونكم في مقاومتكم ضد الاحتلال، وباسم هؤلاء الفقراء انقل إليكم تحية التضامن وابتسامة، آمل أن أراها على وجوه جميع المشاركين».
وألقى كلمة أوروبا «ببداكي سكوستاس» من اليونان أكد فيها أنه «لا يمكن أن يتكلم عن حقوق الإنسان من ينتهكها، ولا يمكن أن يتكلم عن الحضارة من أعادنا إلى العصور الوسطى من خلال مخيمات وسجون غوانتانامو».
كلمة الوفود العربية ألقاها منسق عام حركة «كفاية» جورج اسحق الذي وجه تحية إلى المعتقلين في سجون النظم المستبدة، مشيراً «إلى أن الشعب المصري كله وقف إلى جانب مقاومة لبنان وتضامن بكل جوارحه أمام مشهد العدوان الإسرائيلي».
أمّا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة فقدّم مجموعة من الصور والمقارنات، منها «صورة الزعامات العربية، التي تلتحق بالتطبيع وتهرب منها شعوبها، وتتهم المقاومة بالمغامرة. ومقارنة بهم، رأينا بضعة وجوه في اليوم الثاني للعدوان جاؤوا من أقاصي المعمورة يقولون لنا نحن معكم، مهزومين كنتم أم منتصرين». أضاف حدادة «عندما سيخرج سمير القنطار من السجون الإسرائيلية على الشعوب العربية أن تحطم سجون الأنظمة القمعية». وتابع «لقد كان الشيوعيون في لبنان والعالم في صدام مع الفكر الديني ومن يمثله، وأتت تجربة المقاومة في لبنان لتعطي صورة أخرى وأثبتت أن المقاومين يمكن أن يعملوا معاً، ونحن ننظر بفخر إلى دماء الشيوعيين التي سالت إلى جانب دماء شهداء المقاومة الإسلامية».
كلمة حزب الله ألقاها نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم وجاء فيها «إن 12 تموز يشكل بداية لهزيمة المشروع الأميركي الإسرائيلي، ونحن نرى أنفسنا امتداداً وتراكماً طبيعياً لكل مقاومة شريفة في فلسطين ولبنان كانت قبلنا». وتابع «نحن في حزب الله لنا منطلقات إسلامية، واقدر أن بعضكم يتوجس من الإسلام ونحن نعترف بأن بين الإسلاميين من يكفر ومن هو منطوٍ، أقول لكم إذا أردتم أن تتعرفوا علينا، فانظروا إلى أفعالنا لعل السلوك أصدق تعبيراً من الكلمات».