البقاع الغربي ـــ أسامة القادري
اعتادت أبواب المستشفى الحكومي في خربة قنافار أن تبقى موصدة بوجه مرضى من أبناء البقاع الغربي، ولا سيما أنه المستشفى الرسمي الوحيد في المنطقة منذ 1957 الذي من المفترض أن يؤمّن الخدمات الطبية والصحية لسكان عشرات القرى في المنطقة التي تفتقد حتى للمستوصفات والعيادات شبه المجانية او الأهلية.
منذ أن أنشىء مستشفى «الخربة» وهو يتعرض لتجاذبات سياسية، والحال لم تتغير منذ نصف قرن تقريباً، سوى أن عدد السكان يزداد يوماً بعد يوم لتصبح المنطقة بحاجة إلى أكثر من مركز صحي فيها.
يعمل المستشفى اليوم كمركز او مأوى لموظفي «الإرضاءات السياسية» كما يقول أحد الأطباء، الذي «يكفر» بالحال التي وصل اليها «المستشفى» الذي أُلّفت له عدة لجان رسمية لدعمه وتطوير خدماته الطبية منذ 1990 وحتى أمس القريب.
يقول بعض أهالي المنطقة إن المستشفى «يشبه كل شيء الا المستشفى»، فالمبنى في وضع مأساوي ويحتاج الى ترميم او إعادة بناء مشفى آخر في البقاع الغربي. ويسأل المواطن احمد عبدو عن «سر إقفال المستشفى الوحيد في المنطقة، ولماذا لا يدخل اليه المرضى»؟!
مبنى مستشفى «الخربة» بحالة مزرية ويحتاج إلى ترميم حقيقي. فغرفة العمليات والمختبر والأشعة والصيدلية ذهبت بلا رجعة او «أكل الدهر عليها وشرب»، فيما هناك نحو 40 سريراً يتآكلها الصدأ.
اكثر من عشرين موظفاً بين طبيب وممرض وإداري يتقاضون رواتبهم لقاء «عمل وهمي» حسبما قال طبيب ترك العمل في المستشفى منذ فترة قصيرة، ويضيف «أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على البقاع الغربي لم يفتح المستشفى أبوابه للجرحى او المصابين ولو بالحد الأدنى من الإسعافات الأولية، اذ كان على الأهالي نقل الجرحى الى أقرب مستشفى خاص في جب جنين او شتورا». ويقول أحد المتابعين لوضع المستشفى إن الأهالي في البقاع الغربي «ينتظرون إعادة الحياة إلى المستشفى وهي مرهونة بالوفاق السياسي».
في عام 2004 عيّن مجلس ادارة لمستشفى «الخربة» الحكومي. تم التعيين وفق تدخلات نيابية محلية مع «الوصاية السورية» لكن «مجلس الإدارة بقي شكلاً لا يقوى على فعل شيء لإعادة الحياة الى المستشفى، فيما الأهالي ينتظرون بناء مشفى آخر أكثر تطوراً ويواكب حاجة المنطقة الى الخدمات الطبية والرعاية الصحية الرسمية».