راجانا حميّة
اختفى أمس «ودّ» اليومين السابقين في انتخابات «الأنطونيّة». وعادت الحياة السياسيّة لتأخذ مجراها الطبيعي مع انطلاق «صافرة» النهاية التي أعلنت فوز تحالف القوّات اللبنانيّة والكتائب وبعض «الحلفاء» بخمس كلّيات، وبالرئاسة تالياً، بعد معركة «ساخنة» جرت في نصف الساعة الأخير مع «العونيّين» في كلّية العلوم التمريضية لتكون الكلّية الحاسمة بعد «الهندسة».
انتهت الجولة الثالثة من انتخابات «الأنطونيّة» بإحراز التحالف «القوّاتي الكتائبي» الهيئة الطالبية بعد فوزه بأكثريّة المقاعد (6 من 10) على تحالف «عون وحزب الله وحركة أمل وتيار المردة وحركة الشعب».
وبدأت الانتخابات بانتصار «مبدئي» للعونيين وحلفائهم. ويصف يوسف عرجا مسيرة «التيّار وحلفائه» في اليومين الأوّلين «بالإنجاز المهمّ والتاريخي»، مبدياً استياءه واستغرابه مما جرى أمس، وخصوصاً أنّ «الكليّات التي نتنافس عليها تحوي ثقلاً عونيّاً لا بأس به، لا سيّما في العلوم التمريضيّة»، ورهانه على الفوز في «معظمه» مردّه إلى الإحصاءات التي أجراها «التحالف» قبيل الانتخابات والتي دلّت في نتيجتها على أنّ الغلبة ستكون للتيّار.
غير أنّ إحصاءات «التحالف» خابت في اليوم الأخير وأتت النتائج عكس ما يشتهي عرجا، فكانت من أوّلها محسومة «للقوّات وللحكيم بنص بعبدا»، على حد تعبير الناشط القوّاتي منير الهاشم. وانقسمت النتيجة على ثلاث مراحل افتتحتها القوّات عند التاسعة صباحاً بفوزها بممثّليّة مختبر الأسنان عقب إحرازها مقعدين من ثلاثة واستتبعتها بفوز آخر «حامٍ» عند الثانية ظهراً في الهندسة (أكبر كلّيات الجامعة من حيث العدد)، وجاءت النتائج لمصلحتها بعدما حسمتها السنة الثالثة بفارق عشرة أصوات.
في هذه الكلّية تحديداً، بدأت الملامح تتغيّر من «الودّية» إلى التشنّج السياسي في الداخل وفي الساحة المقابلة لمبنى الهندسة. ففي قاعة السنة الثالثة، كان اللباس العسكري والصليب المشطوب الميزة الأساسيّة لبعض أفراد «الخليّة القوّاتية». وفي الساحة، استلّ أحد المناصرين صورة بشير الجميّل بعدما تسرّب الخبر بأنّ مرشّح القوّات «ربح». وعندها تحمّس الحشد معلناً الولاء لـ«الله والحكيم والقوّات وبس»، ومع كل صرخة تأتي من «فوق»، كانت تتعالى صرخات في الباحة للمرشّح القواتي وللحكيم.
وكانت الأخبار تأتي للشباب من «الشبّاك»، حيث وقف «ناظر» القوّات يزوّدهم آخر الأخبار. ومع كل فرز كان يعطي النتيجة برسم شعار الفريق الرابح، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الصراخ «طلع الفرق... نزل... طلع...»، «يا قشطة، يا عسل بعد بدنا ثلاث أصوات... اللائحة عم تنزل زي ما هيّي». ومع اقتراب النهاية، انسحب مناصرو التيّار من القاعة، واحداً تلو الآخر، ليشغل زواياها وطاولاتها وكراسيها «الحرس الثوري» القوّاتي، كما سماهم العونيون! إيذاناً ببدء الحفلة «التي يرجّح بأن تكون في الأرز عند الحكيم».
وفي العلوم التمريضيّة، انسحب مرشّح التيّار الوطني الحر في السنة الثانية علاء عاصي بعد تلقّيه أخباراً مفادها أنّ «الإدارة اتّصلت بخمسة طلّاب مسجّلين في الكلّية لكن من دون حضور طلاب الـ«transfert» المحسوبين على القوّات»، وانتهت الجولة لمصلحة القوّات.
خرج القوّاتيّون من الجامعة حاملين الأعلام وصور «الحكيم وبشير» وينشدون تحت راية «بعبدا لمين؟».
وجاءت النتيجة النهائية كالآتي: حاز القوّات ستّة ممثّلين هم فادي حلّال، انطوان غانم، تاتيانا حسّون، ميشال بيروتي وربيع أنطون، بالإضافة إلى الممثّل السادس الذي سيحسم اسمه اليوم عقب انتهاء انتخابات الجدارة في العلوم التمريضيّة، مقابل أربعة للتحالف «العوني وتكتّل المقاومة» نانسي الأحمر وناتالي أبو جودة وشربل مسن، ويبقى اسم الرابع رهن انتهاء انتخابات الدراسات المعمّقة في معهد التربية البدنيّة والرياضيّة. ومن المرجّح أن يكون رئيس الهيئة الطالبية ربيع أنطون «الكتائبي»، لكن الإعلان الرسمي سيتبلور الإثنين المقبل بعد اكتمال النصاب.