جبيل - جوانا عازار
شهد سجن جبيل «نفضة» العام الماضي، فقد قامت جمعيّة «فرح العطاء» بتأهيله وصيانته ودهن جدرانه. لكن السجن ما زال يعاني مشاكل بسبب إهمال الدولة

سجن جبيل مخصّص للمحكومين لا للموقوفين. وهو سجن قضائي صغير، يتكوّن من غرفتين، يحدّد له القانون استقبال 25 شخصاً ولكن من الممكن أن يرتفع عدد السجناء فيصل في حدّ أقصى إلى 40 موقوفاً. لكلّ غرفة حمّامها الخاصّ مع إمكان الاستحمام في أيّ وقت نظراً لتوافر المياه الساخنة بشكل دائم، إذ يؤمّن الدفاع المدني المياه لخزّانات السجن في حال انقطاعها. في كلّ غرفة أيضاً خزانات يضع فيها المحكومون أغراضهم، وجهاز تلفزيون، والغرفتان مكيّفتان. لذا يصنّف العديد من المحكومين والمحامين سجن جبيل على أنّه أشبه بفندق 5 نجوم ويفضّله العديد من المحكومين على باقي السجون.
وتقوم جمعيّة كاريتاس بتأمين أدوات التنظيف وتؤمّن بعض الجمعيّات الخيريّة المساعدات الطبيّة للمحكومين، ويزورهم من حين لآخر مرشدو السجون.
أمّا المواجهات أو زيارة الأهل والأقارب فهي محدّدة بيومين هما الخميس والسبت، ومدّتها ربع ساعة، ويرى السجناء زوّارهم من الطاقة أو الشباك. وبالنسبة للأكل، تقوم الدولة بتلزيم إعداده إلى طهاة معيّنين، ويكشف عليه من المهتمّين بالسجن قبل تقديمه للسجناء.
أبرز مشاكل السجن
المشكلة الأبرز هي مشكلة الأجانب المحكومين، إذ في الكثير من الأحيان ينهون مدّة حكمهم في السجن، ولكنّهم لا يتمكّنون من دفع الغرامة الواجبة عليهم. ولا أهل لهم في لبنان ولا كفيل. فيقضون أيّاماً إضافيّة: بالنسبة للجرم العادي كلّ يوم إضافي في السجن يساوي 10 آلاف ليرة لبنانيّة، في حين يساوي 25 ألف ليرة للجرائم الخطيرة.
المشكلة الأبرز تكمن مع الأجانب الذين يمضون أكثر من فترة عقوبتهم في السجن، ويبقى على الأمن العام أن يتسلمهم فوراً وأن يعمد لترحيلهم بعد ذلك. والأجانب الذين أنهوا فترة حكمهم ودفعوا الغرامة يبقون عدّة أيّام في السجن بانتظار طائرة أو باخرة لترحيلهم. لكنّ هناك مشكلة أخرى يعاني منها سجن جبيل وهي المحكومون المرضى. هؤلاء يجب ألا ينقلوا من السجون الكبيرة المجهّزة بصيدليّة خاصّة كسجن روميه أو سجن القبّة في طرابلس.
أمّا في سجن جبيل فيجب الحصول على موافقة من الدولة ليكشف الطبيب على المريض وإذن من المدّعي العام لنقل السجين من السجن الى المستشفى.
إضافة إلى أنّ السجن يجب أن يجهّز بغرفة خاصّة أو مشفى لمعالجة السجناء الذين يعانون أمراضاً معدية. وكلّها أمور دقيقة تستدعي الاهتمام والعناية، إضافة إلى الحاجة لاعتماد تنظيم إداري جيّد في توزيع المحكومين على مختلف السجون. وسجن جبيل بحاجة أيضاً إلى صيانة بشكل مستمرّ، والمحكومون بحاجة إلى مزيد من المساعدات الطبيّة وألبسة وحرامات.