جورج شاهين
على قياس السيناريوهات المتداولة وحجمها تتوزّع ردات الفعل في أكثر من اتجاه، وأبلغها تلك التي تصدرعن طرفي الصراع وما بينهما ممن باتوا على خط الزلزال. وفي الوقت الذي بدأت تتحدث فيه السيناريوهات عن استعدادات المعارضة لما تسميه «الإنزال» الشعبي لإقفال البلد ساعات، وربما أياماً، ترجمة لنية المعارضة بإسقاط الحكومة في الشارع.
وإزاء ما توافر من معلومات عن المفاجآت التي تعد لها المعارضة بلغ حجم الاستنفار في صفوف قوى 14 آذار حدوده القصوى وارتفعت وتيرة الاتصالات واللقاءات وبلغت حجماً لم تشهده بعد منذ قيامها في 14 شباط 2005، أو في عز الأزمات المتتالية التي نشأت منذ ذلك التاريخ وحتى أمس القريب.
وفي هذا الإطار قال أحد أبرز الأقطاب في هذه القوى لـ«الأخبار»: إن السيناريوهات المتداولة ولاسيما تلك التي أشارت اليها صحيفتكم أمس، لا تعدو في رأينا كونها دعوة واضحة الى «الانقلاب» الأبيض بـ«المنطق العسكري»، في وقت باتت فيه اكثرية اللبنانيين لا تؤمن بمنطق الانقلابات ولا توافق على نتائجها، فكيف المنطق الدولي السائد في لبنان وهو أمر كرسته القرارات الدولية من القرار 1559 الى نظيره الـ1701، وبعدما أعطى انتشار القوات الدولية في الجنوب والاساطيل في عرض البحر المثل الأوضح على الحضور العسكري الداعم للحكومة اللبنانية.
أضاف القطب: «إننا نراقب عن كثب سلسلة التحضيرات الجارية للنزول الى الشارع وبالكثير من الجدية والقلق، ذلك أن ما هو متوافر من معلومات تجاوز حدود المنطق، وما تتحمله البلاد المنهكة اقتصادياً وسياسياً في أعقاب العدوان وتبعاته على كل المستويات. لذلك فإن التحذير واجب، وبالتالي فإن قوى 14 آذار التي أبقت اجتماعاتها مفتوحة منذ أيام باتت مهيأة للتصدي لأي طارئ مهما كان حجمه في التوقيت والشكل والمضمون، وهي مصممة على عدم تسليم البلاد الى الانقلابيين وقادتهم «وشو بدو يصير اكثر مما هو متوقع؟ إضراب وعصيان مدني وإقفال الطرق والمطار والمرفأ وتقطيع أوصال المناطق وإقفال الجسور!؟ فليكن، والنتيجة ما هي؟ اكثر من تهبيط البلد شو بدو يصير! عليّ وعلى أعدائي يارب!». وقال: «إن تسليم البلد غير مقبول على الإطلاق فالحكومة قائمة بكل مقوماتها السياسية والدستورية، والأمن من مسؤولية الأجهزة الأمنية التي أثبتت جدارتها في اكثر من زمان ومكان، وليحسم الدستور كل الخلافات ولنلتزم جميعنا ما تقول به القوانين».
وقال القطب بانفعال رداً على الحديث المتداول في الكواليس عن احتمال ارتفاع عدد الوزراء المستقيلين والجهد المبذول في هذا الاتجاه: «انا كنت من الداعين منذ بداية موجة التوتر الأخيرة الى استقالة الرئيس السنيورة، وليتحمل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود المحاصر والمعزول داخلياً وإقليمياً ودولياً مسؤولية الفراغ الذي سيحصل حتماً، لكن المشكلة لن تنتهي هنا، فالأزمة أعمق وأكبر بكثير».
ورداً على سؤال يتعلق بإعادة طرح الأكثرية لموضوع الثلث المعطل زائداً واحداً قال: «إن هذا الامرغير صحيح وما طرح لا يتجاوز حدود الثلث زائداً طارق متري واحداً مستقلاً وهو موجود، وآخر مسلماً مستقلاً، وهذا أقصى ما يمكن أن نقبل به. وعلى المعارضين ألّا ينتظروا عروضاً أكثر إغراءً على الإطلاق».
وختم القطب بأن عروض الاكثرية باتت مقنّنة ومنظّمة ولن يخطئ أحد في تجاوز الإجماع الذي تحقق في الفترة الأخيرة، وقد عاهد كل أقطاب اللقاء بعضهم بعضاً على انه لن يكون أحد منا في موقع الثور الأبيض!.