انطلقت أمس أعمال «المؤتمر العالمي لدعم المقاومة» في قصر الأونيسكو، وركّزت جلسة المحور الاستراتيجي النقاش على «طريقة إيجاد صيغ تعاون وتحالف لدعم المقاومات ومناهضة الإمبريالية في العالم». رأس الجلسة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي رياض صوما، فقال: «ان قوى التحرر نجحت وحققت انتصارها عندما تحالفت. أما الزميل وليد شرارة فقد أشار إلى «ما تعرض له الفضاء العربي الإسلامي منذ انتهاء القطبية الثنائية في العالم. وتطرق الى «أهداف السياسة الأميركية الاستراتيجية في منطقتنا من خلال استمرار السيطرة عليها وتسميتها لهذه المنطقة بمسرح عمليات القرن الدولي أو قوس الأزمات أو قوس المجازر مع بداية القرن الحادي والعشرين». ثم تحدث نوفل الصديق فأكد أن «الهدف من هذا الاجتماع هو إطلاق حوار بين جميع القوى ومعالجة أية إشكالات قائمة بين هذه الفئات». وتلاه الأمين العام لحزب العمل في مصر مجدي حسين، فقال: «إن حرب لبنان كانت قصة مكتملة، بدأت وانتهت بانكسار الجيش الإسرائيليملقياً «اللوم على الحكام العرب في منع الشعور بالانتصار». واقترح رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور علي فياض أن «يكون 12 تموز من كل عام يوماً للتضامن العالمي مع المقاومة، بما يعني كل المقاومات التي تتجاوز العالم العربي».ثم بدأ المشاركون بتقديم اقتراحاتهم، فدعا الدكتور هشام شباني الى «إقامة حملة مالية لدعم المقاومة المسلحة»، معتبراً أن «القوات الدولية في لبنان هي جزء من الاحتلال». وتمنّت عضو المجلس الوطني الفلسطيني سميرة صلاح «لو أن المؤتمر تبنّى محوراً عن دور المجتمع المدني في احتضانه للمقاومة وللنازحين كما جرى أخيراً في لبنان. وتحدثت ميشال سيبونيه من الاتحاد اليهودي الفرنسي للسلام، فقالت «ان هذا الاتحاد يضم 16 جمعية فرنسية يهودية للسلام العادل». وطالبت بـ«إدخال اليهود في حركة دعم المقاومة»، وقالت: «نحن جزء من هذه الحركة ونساند الشعب الفلسطيني في نضالهما ونؤمن بأن علينا دعمهما لكي لا يعمم ما يجري في الأراضي الفلسطينية على اليهود كافة». أما فرنك مالتيرا من اللجنة الوطنية التي تدعو إلى سحب القوات الإيطالية من لبنان، فتحدث عن تجربة اللجنة في «مناهضة الاتفاقات الثنائية بين إيطاليا وإسرائيل». وأكد جوزيه رونالدو من البرازيل «أهمية النضال المشترك السياسي والاقتصادي على التضامن مع الشعوب التي تتعرض لسياسة أميركا الإمبريالية». ودعا كميل داغر من «التجمع الشيوعي الثوري في لبنان» المقاومة الى تبني برنامج اجتماعي الى جانب برنامجها في مقاومة اسرائيل وأميركا، وإلى الخروج من الالتباس المحيّر والخطير الذي يرى أن «دور المقاومة ينتهي عندما يتم تحرير شبعا وتلال كفرشوبا»، مؤكداً «أن هذه المقاومة يجب ألا تزول إلا بعد زوال الهيمنة الأميركية على المنطقة». واختتمت حنان عاروري من فلسطين الجلسة بعرض مسهب لواقع الشعب الفلسطيني، وطالبت الجمعيات الأوروبية بالعودة الى زياراتها التضامنية».
جلسة المحور القانوني عقدت برئاسة نقيب المحامين السابق عصام كرم الذي عرض في تحليله لشرعية المقاومة، واصفاً إياها «بالحارس الأمين لسيادة الدولة الى أن يتسنى لجيش الدولة الدفاع عن السيادة الوطنية وإزالة الاحتلال وعودة الأسرى المعتقلين في السجون الاسرائيلية».
وتحدث الدكتور حسن الجوني مكلفاً من التجمع المنظم للقاء، فقدم دراسة قانونية حول «توصيف القانون الدولي العام للعدوان، انتهاك القانون الدولي الإنساني والجرائم ضد الإنسانية، العدوان والقانون الجنائي الدولي ثم المراجع القانونية الصالحة لإقامة الدعاوى». ثم عرض المحامي ألبير فرحات لمقاربة أخرى في العمل القانوني فطالب بـ«إنشاء آليات قانونية ــ سياسية في حملة محلية وعربية ودولية. ولخّص الدكتور محمد طي أجوبة عملية على ما يمكن أن يطرح من أسئلة قانونية بعد العدوان، ولا سيما ما زعمته إسرائيل والمجتمع الدولي بأن إسرائيل دافعت عن نفسها بخطف الإسرائيلين.
أما جلسة بعد الظهر فتناولت تفاصيل إقامة الدعاوى أمام المحاكم المختصة، فناقشت مبادرة محكمة الضمير التي بدأت في باريس تحت رعاية مؤسسة برتران راسيل ومبادرة الكاتبة اللبنانية ليلى غانم وراوول جينار.
(وطنية)