strong>انعكس الانقسام السياسي في لبنان على العملية الانتخابية لأربعة أعضاء في مجلس نقابة المحامين في بيروت التي جرت أمس بهدوء. واللافت ادعاء كل من طرفي المعركة الفوز في الانتخابات ودعم المرشح المستقل الفائز
الكل أعلنوا فوزهم، وادّعوا دعم الفائز المستقل. مشهد مكرر لانتخابات طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، لكنه، هذه المرة، في انتخابات الأعضاء الأربعة الجدد لمجلس نقابة المحامين التي جرت أمس. أما في النتائج، فقد تصدر مرشح التيار الوطني الحر المحامي جورج بارود لائحة الفائزين، فيما حل المحامي المستقل ناضر كسبار ثانياً، أما جورج جريج من «الكتائب» وأحمد صفصوف من تيار «المستقبل» فقد حلّا ثالثاً ورابعاً. وكعضو رديف، تقدم بسام الحلبي، المنتمي إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، بفارق 30 صوتاً على المرشح طارق الخطيب المدعوم من التيار الوطني الحر.
ورغم الطابع الديموقراطي الذي يسود المنافسة الانتخابية لهذه النقابة كل عام، فإن الاستحقاق كان معركة سياسية بين التيار الوطني الحر وحلفائه، ومرشحي قوى 14 آذار، وكانت المنافسة حادة وقوية، كحدة وقوة الانقسام السياسي في لبنان، بدليل التقارب في الأصوات التي كانت على الشكل التالي: جورج بارود (1512 صوتا)، ناضر كسبار (1509) أصوات، جورج جريج (1488) صوتاً وأحمد صفصوف (1316) صوتاً، والعضو الرديف بسام الحلبي (1121) صوتاًوإذ رأى «تجمّع حقوقيي قوى 14 آذار» أنه «أثبت اليوم أن نقابة المحامين ستبقى سيادية تحافظ على استقلال لبنان وترفض أي سيطرة أو هيمنة» معلناً فوز اثنين من مرشحيه الثلاثة، إضافة إلى العضو الرديف. وأضاف المحامي جميل قمبريس، الذي تحدث باسم التجمع بعد زيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري لإهدائه الفوز، قائلاً: «دعمنا المرشح المستقل ناضر كسبار». من جهتهم، رأى محامو التيار الوطني الحر أن المعركة انتهت لمصلحتهم لأن مرشحهم الوحيد حل في المرتبة الأولى وأن تعاطفهم مع المستقل ناضر كسبار أعطى الأخير المركز الثاني. وقد اتهم مصدر في محامي التيار نقيب المحامين بطرس ضومط بالعمل علناً ضد مرشح التيار، فيما عُدّ «واقعة نادرة».
وإثر إعلان النتائج، أكد النقيب ضومط أن النقابة ستبقى عرين الديموقراطية، مؤكّداً أن كل فائز وكل مرشح لم يفز يمثّل جميع المحامين وجدير بالثقة. داعياً الجميع الى البقاء الى جانب النقابة التي تقوى بهم.
أما المحامي بارود فشكر كل الذين صوتوا له ومن لم يصوتوا، مؤكداً أنه يمثل الجميع. معتبراً أن المعركة انتهت وبدأ مشوار العمل، آملاً أن تكون الانتخابات الحالية خطوة أولى في بناء دولة القانون والمؤسسات. وقال المحامي ناضر كسبار إنه كان مستقلاً وسيبقى كذلك لأن في استقلاليته محبة لكل المحامين وكل اللبنانيين. أما المحامي جورج جريج فأكد أن مرحلة العمل بدأت وأن الانتخابات أصبحت وراءنا. فيما وصف صفصوف الانتخابات بـ«العرس الديموقراطي» قائلاً: «سأكون عاملاً من أجل العدالة ومصلحة الوطن والنقابة والمحامين».
هذا وبلغ عدد المقترعين 3613 كان من بينهم الرئيس أمين الجميل والنواب: إبراهيم كنعان، نوار الساحلي، سيرج طورسركيسيان، جورج عدوان وايلي عون ورئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني وعدد من النواب والوزراء السابقين.
وإثر إدلائه بصوته رأى الجميل «أن النقابة تعيش تجربة رائدة في الديموقراطية وتداول السلطة ضمن المؤسسات المهنية والوطنية». منتقداً «البعض» «الذي يحاول الخروج عن التجربة الديموقراطية التي تميز بها لبنان»، مؤكداً «الوقوف بالمرصاد لكل من يحاول الخروج عن هذه التجربة».
وكانت عملية الاقتراع قد بدأت عند العاشرة وخمس دقائق من صباح أمس سبقتها كلمة للنقيب ضومط الذي افتتح الجمعية العمومية، فأكد أن النقابة «سيكون لها موقف من مسألة تجميد التشكيلات القضائية، وإبقاء السلطة القضائية ومرفق العدالة معطلاً».
وفي بيانه السنوي تحدث النقيب عن الإنجازات التي تحققت خلال السنة الماضية على صعيد دور النقابة المهني والوطني من علاقة النقابة بالقضاء ومواكبتها للقرارات الدولية وجهودها اثناء الحرب الأخيرة وتواصلها مع الهيئات الدولية لوقف هذا العدوان.
وبالتزامن مع عملية فرز الأصوات وتقدم مرشح التيار الوطني الحر، تجمّع العشرات من محامي التيار وهتفوا بحياة الجنرال ميشال عون مرددين شعارات النصر، فيما كانت أصوات محامي القوات اللبنانية تتعالى كلما حصل مرشحهم جورج جريج على أصوات تثبت تقدمه.
وعلى هامش عمليات الفرز، حصل احتكاك وتدافع ثم عراك بين المحامي فادي بركات من التيار الوطني الحر وأحد العسكريين من قوى الامن بسبب إصرارالعنصر الأمني على منع المحامي من الدخول الى المكان الذي جُمعت فيه الصناديق وأُعلنت منه النتائج. لكن تدخل النقيب أنهى الإشكال وعادت الأمور إلى طبيعتها.
(الأخبار)



strong>«تشبيح» الصحافيين بسياراتهم
يخالف عدد كبير من الصحافيين القانون بتعليقهم إشارة زرقاء مكتوب عليها «صحافة» على لوحات سياراتهم. وتشبه هذه الإشارة تلك الخاصة بسيارات النواب. كما أن العديد من سيارات الصحافيين زجاجها عازل للرؤية والأرقام على لوحاتها «مميّزة»...