اختتم «لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة» أعماله التي امتدت أربعة أيام بإصدار بيان ختامي تناول مجموعة من توصيات ومقترحات عملية على الصعد السياسية والقانونية والإعلامية والإعمارية دعماً للمقاومة. وأكد رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق علي فياض خلال الجلسة الختامية التي عقدت امس في مطعم القرية ـــ طريق المطار أهمية دور القوى والأحزاب الوطنية والشعبية في مختلف أنحاء العالم في مساندة حركة المقاومة ضد المشروع الأميركي الاسرائيلي في المنطقة. ثم تحدثت الفنانة العربية محسنة توفيق التي قالت إن الشعوب العربية اليوم هي أنضج من خمسين سنة بما لا يُقاس. كما تحدث السيناتور البلجيكي بيير غانو فقال «إن شبكة أطلقت في أوروبا حملات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمه في حقوقه غير القابلة للتصرف». بعد ذلك تلا ممثل الحملة الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي والأميركي في مصر عبد العزيز الحسيني مشروع البيان الختامي الذي جاء تحت عنوان «حق الشعوب في المقاومة» جاء فيه: بعد توجيه التحية الى المقاومة اللبنانية، التي حمت لبنان بدماء شهدائها وصمود مقاتليها، وأسّست لعصر عربي جديد، يُخرج شعوبها من عصر الهزيمة والاستسلام، وكي يتحول الانتصار التاريخي الذي أنجزته المقاومة في لبنان ضد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الشعب اللبناني في 12 تموز 2006، الى منطلق لإعادة تزخيم النضال التحرري العربي الشامل ضد المشروع الإمبريالي الاميركي الصهيوني، ولتعزيز التضامن العالمي مع نضال الشعوب العربية ومقاوماتها الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق، وفي إطار دعم «حق الشعوب في المقاومة» كان انعقاد «المؤتمر العالمي لدعم المقاومة» في بيروت الذي شارك فيه حوالى ثلاثمئة مندوب من خارج لبنان وقد اتفقوا على التالي:
على المستوى السياسي العام، أجمع المؤتمرون على رفض مشروع الشرق الأوسط الكبير وإيديولوجيا صدام الحضارات، وتأليف لجنة متابعة بهدف بناء إطار تضامني عالمي جامع، يضم حركات المقاومة والقوى الداعمة لها، والعمل على تطوير العلاقات المتنامية بين التيارات اليسارية والديموقراطية والقومية والحركات الإسلامية المقاومة. كما أكد المؤتمرون دعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي ومشروعه وإفرازاته وأدواته، وتطوير الدعم متعدد الأشكال لنضال الشعب الفلسطيني، والتضامن مع نضال الشعب الأردني في إطار رفض عمليات التطبيع وإلغاء معاهدة وادي عربة ومترتباتها.
كما أقرّ المؤتمرون إحياء يوم تضامني مع الشعب اللبناني ومقاومته في 12 تموز، ومع الشعب العراقي ومقاومته في 20 آذار، ومع الشعب الفلسطيني في 28 أيلول من كل عام. أضف إلى ذلك تعزيز وتوسيع نطاق الجهود الهادفة إلى مواجهة وصد الحملات، التي تُشن، وخاصة في الأوساط الغربية التي تسعى إلى تشويه صورة المقاومة، وتغذية إيديولوجيا الحرب على الارهاب، والإسهام الفاعل في الحفاظ على وحدة العراق. ورأى المؤتمرون أن التهديدات الأميركية والصهيونية لشعوب المنطقة ودولها حافز لقيام تفاهم استراتيجي عربي إيراني يُسهم في توحيد القوى الحية لمواجهة المشروع الأميركي الصهيوني، ورأوا في امتلاك اسرائيل للأسلحة النووية مصدر تهديد دائم للامن والسلم الإقليمي والدولي.
أما على المستوى القانوني، فأوصى المؤتمرون بإنشاء منتدى عالمي لحقوق الإنسان والشعوب من حقوقيي العالم، وموقع انترنت لتبادل الخبرات القانونية في مجال إقامة الدعاوى ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين، إضافة إلى تنسيق الجهود لتجميع الوثائق والشهادات والقرائن المتعلقة بآثار العدوان في إطار «المركز العربي لتوثيق جرائم الحرب والملاحقة القانونية». كما قرروا مساندة محكمة الضمير المقرر انعقادها في جنيف لمحاكمة «إسرائيل» ومجرمي الحرب «الإسرائيليين» عما ارتكبوه خلال العدوان الأخير على لبنان، وذلك برعاية مؤسسة «برترند راسل» في الذكرى الأولى للعدوان والمشاركة فيها. ونبّهوا إلى ضرورة مواجهة تفسير القرار 1701 بالشكل الذي يضع قوات اليونيفيل في مواجهة المقاومة اللبنانية.
أما على المستوى الإعلامي فأوصى المؤتمرون بإبراز الجوانب الإنسانية في نضالنا، وتقاطعه مع نضالات باقي الشعوب الأخرى. وتأليف لجنة تحضيرية تضم الإعلاميين والكتّاب المشاركين والداعمين لخيار المقاومة، وإقامة مرصد إعلامي يضع لائحة بالصحافيين والكتّاب المعادين ويراقب كل ما ينشر إعلامياً وتنظيم الرد عليه.
أما على مستوى إعادة الإعمار فاتفق المجتمعون على وصف نتائج العدوان الإسرائيلي بأنه فعل «إبادة» للمناطق السكنية الآهلة، ودعا إلى اعتماد رؤية تنموية واجتماعية لإعادة الإعمار.
(الأخبار)