بسام القنطار
9 آب 2006، اليوم التاسع والعشرون للعدوان الإسرائيلي، قررت حكومة العدو توسيع عدوانها البري على لبنان. وفي التوقيت نفسه، قرّر «تحالف ديري ضد الحرب» أن يبدأ هجوماً من نوع آخر. مجموعة مؤلفة من أربعين ناشطة وناشطاً «حولوا الأقوال إلى أفعال» ووجهوا رسالة تنبيه قاسية إلى الرأي العام عبر احتلال مقر شركة «رايثون» الأميركية في مدينة ديري في إيرلندا الشمالية.
ورايثون هي الشركة الأولى في العالم من حيث إنتاج الصواريخ، والخامسة عالمياً على مستوى العقود العسكرية. تنتج رايثون صواريخ «توماهوك» و«باتريوت» والصواريخ المفرطة السرعة والقصيرة المدى التي يستخدمها سلاح الجو الأميركي، ويختص فرع الشركة في ايرلندا بإنتاج البرامج الالكترونية المستخدمة في توجيه الصواريخ.
تسعة ناشطين استطاعوا الدخول إلى مقر الشركة في مدينة «ديري» واحتلوا أقساماً رئيسية فيها. وبعد أن سدّوا منافذ المنطقة التي سيطروا عليها، شرعوا بتخريب أجهزة الحاسوب التي تتضمن معلومات عسكرية فائقة الدقة ومتصلة عبر الأقمار الاصطناعية مع العديد من القواعد العسكرية الأميركية في العراق وأفغانستان، إضافة إلى التدقيق بالعديد من الملفات السرية التي كشفت أسراراً عسكرية تتعلق بمنتجات الفرع الايرلندي للشركة الذي طالما روِّج له على أساس انه فرع لا ينتج برامج عسكرية، وهو مختص ببرامج تنظيم حركة الملاحة الجوية المدنية.
«الأخبار» التقت أربعة من أعضاء مجموعة «رايثون 9» على هامش مشاركتهم في «لقاء بيروت العالمي لدعم المقاومة». «كولم بريسف» أكد أن مشاركة أعضاء المجموعة في لقاء بيروت «يهدف إلى التعريف بالتحرك الهام الذي نفذ في 9 آب الماضي رداً على الحرب الإسرائيلية الهمجية التي شنت على الشعب اللبناني وتداعياته على مستوى الاعتقال والمحاكمة. كما نأمل أن نتمكن من جمع المزيد من الأدلة العسكرية إضافة إلى شهادات من أهالي ضحايا مجزرة قانا، لأننا على ثقة بأن الصواريخ التي قصف بها الأطفال والنساء في قانا قد جرى تطويرها تقنياً من قبل شركة رايثون».
بدوره، أعلن «كيران غالثر» أن السلطات البريطانية بدأت إجراءات محاكمة مجموعة «رايثون 9» على أساس قانون مكافحة الإرهاب البريطاني ومن دون هيئة المحلفين. لقد اعتقلونا وأطلقوا سراحنا بكفالة ونحن نخضع لمراقبة مشددة من أجهزة المخابرات وعلينا أن نذهب إلى مركز الشرطة كل أسبوع للتوقيع». ويضيف: «سفرنا إلى لبنان يشكل خطراً علينا ولا نعرف إذا كنا سنعتقل فور عودتنا».
«إن مقاومة جريمة حرب سببت موت آلاف الأبرياء ليس جريمة»، بهذه العبارة يعلق «غايري دانلي» على ما قامت به المجموعة ضد شركة رايثون التي قدرت خسائرها الأولية جراء عملية الاقتحام بحوالي 350 ألف جنيه استرليني. ويضيف: «إن هذه الشركة مسؤولة عن إنتاج أكثر الصواريخ التي استخدمت في الحرب على افغانستان والعراق، كما أنها تزود إسرائيل الصواريخ الموجهة بالليزر والصواريخ التي تحمل القنابل العنقودية، وهي تتعاون مع سلطات تطوير الأسلحة الإسرائيلية «رافاييل» من أجل تطوير الصاروخ الاعتراضي الملقب بـ«ستانر» لمصلحة وكالة الدفاع الإسرائيلية. كما أن مدير التطوير في شركة رايثون آدم شريل من الداعمين الأساسيين للصهيونية ولا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني».
أما «جيمي كايلي» فيؤكد أن الطائرات الأميركية نقلت مئة صاروخ «بنكر بستر» إلى إسرائيل وهي توقفت في مطار «بريستويك» للتزود بالوقود. كما أن الصواريخ التي حملت القنابل العنقودية التي ألقيت على لبنان طورتها شركة رايثون. ويضيف: «مجموعة رايثون 9 تطلب دعم كل المناهضين للحرب من خلال التوقيع على العريضة المطالبة بمنع المحاكمة على موقع