strong>رزان يحيى
اختتم أوّل من أمس اجتماع قيادة الـ«وفدي» (اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي) الذي انعقد في لبنان لأيام ثلاثة تحت عنوان «تضامناً مع نضال الشعب اللبناني ورفضاً للتدخلات الإمبريالية الأميركية في المنطقة». وللمناسبة، أحيت فرقة «بسيطة» حفلاً موسيقياً في قصر الأونيسكو

«حجم الدمار والخراب في الضاحية الجنوبية وما حل بأهلها طبيعي جداً. فتلك صورة ثابتة في أي منطقة تقرر الولايات المتحدة وعصاباتها في العالم محاربة الإرهاب فيها». عبارة تكررت على ألسنة الشباب اليساري المتعدد الجنسيات المشارك في اجتماع قيادة الـ«وفدي» (اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي) الذي انعقد في لبنان لأيام ثلاثة تحت عنوان «تضامناً مع نضال الشعب اللبناني ورفضاً للتدخلات الإمبريالية الأميركية في المنطقة».
ولأن الشباب المجتمعين عانوا، كما لبنان وشعبه، الضغوط الأميركية، نشأ خلال الفترة القصيرة التي أمضاها الوفد في لبنان رابط يُعيده الأمين العام لـ«الوفدي» جيوفانتي باريتا، الكوبي الجنسية، الى النضال في سبيل قضية واحدة. وقد رأى أن الحرب التي شُنت على لبنان أميركية بامتياز. باريتا أكّد أن الشعب اللبناني مثل الشعب الكوبي يخوض المعركة نفسها في وجه المعتدي الأميركي، الذي يستخدم دائماً طرفاً ثالثاً أو «أجيراً» يخوض عنه المعارك والحروب.
مسؤول العلاقات الخارجية في شبيبة كيم إيل سونغ، كيم هاونغ القادم من كوريا الشمالية التي استحوذت على اهتمام دولي مؤخراً بسبب الضغوط العالمية لإعلانها امتلاك أسلحة نووية، رأى أن الحرب التي تشنها الدول الإمبريالية اليوم تطال كل محارب ضد الاضطهاد، وشبّه وضع كوريا بالنسبة إلى الضغوط التي تعانيها اليوم لامتلاكها السلاح النووي، في وقت تملك فيه إسرائيل 200 رأس نووي بدون معارضة، بوضع لبنان الذي يتعرض للهجوم على مقاومته وإدانة الحرب التي خاضها، في مقابل رفع الملامة عن إسرائيل البلد المعتدي.
كلام الشباب المشارك جاء خلال جولة قام بها الوفد إلى الضاحية الجنوبية والقرى الجنوبية ومعتقل الخيام، في ختام فاعليات الاجتماع. حيث رأوا بأم العين الهمجية الإسرائيلية. كما أقيمت حفلة فنية موسيقية ملتزمة قدمتها فرقة «بسيطة» الغنائية، وحل الفنان السوري سميح شقير ضيف شرف عليها.
وعلى هامش الاجتماع، عقدت ندوة دولية، يوم الجمعة الماضي، تحت عنوان «التدخلات الإمبريالية في المنطقة ودور الشباب في التصدي لها»، تحدث خلالها كل من منسق منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية أحمد أبو شعيب، رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي ميغيل ماديرا، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة.
أبو شعيب رأى أن فكرة الشرق الأوسط الكبير قديمة، عملت الولايات المتحدة الأميركية على إعادة إحيائها لفرض هيمنتها بعد أن فرضت نفسها كالقطب الوحيد على الساحة العالمية. أبو شعيب دعا منظمات المنطقة إلى تعبئة الشباب لمناهضة الاحتلال بمختلف أشكاله. أما ماديرا فرأى أن «الحرب على الإرهاب» ذريعة إمبريالية تُستخدم على أصعدة مختلفة أبرزها الصعيد الاقتصادي، عبر العولمة الرأسمالية، والسياسي متمثلاً بكسر المظاهر الاجتماعية المعادية للإمبريالية. ويُستخدم السلاح او الهجوم العسكري لضمان السيطرة على الأسواق ولكي يفرض هذا النظام نفسه كقطب وحيد في العالم. وأخيراً تستهدف القوى الرأسمالية ثقافة الشعوب حتى تقبل الأمور كما هي، وكي لا تتكون فصول جديدة غير مرغوب فيها في كتاب الرأسماليين. ماديرا استنكر باسم «الوفدي» المجازر التي تعرّض لها الشعب اللبناني وما يتعرض له كل يوم الشعبان الفلسطيني والعراقي، مؤكداً دور «الوفدي» في دعم كل الشعوب.
أما حدادة فتطرق الى الوضع الداخلي اللبناني ورأى أن بعض القوى السياسية اللبنانية مرتكزة على النظام الطائفي وعلى هزيمة المقاومة. وأكد أن الهزيمة لم تطَل إسرائيل وحدها بل معها الأنظمة العربية والنظام الطائفي وأن الشعب لم يعد يتحمل المزيد من الدمار والهجرة والدماء، والحل هو في نظام علماني عصري.
وقد صدرت عن الاجتماع الذي عقد للمرة الثانية (بعد الجزائر) خارج هنغاريا، بودابست حيث مقر «الوفدي»، وللمرة الأولى في دولة ليست عضواً في القيادة المركزية، مجموعة من التوصيات ستُرفع الى مؤتمر «الوفدي» الذي سيقام في آذار في فيتنام وطالت مختلف الصعد من الصحة الى التعليم فنضالات الشعوب في العالم.
تجدر الإشارة إلى أن عمل «الوفدي» يصب في إطار مساعدة الإنسان للتخلص من كل أشكال الاضطهاد والاستغلال، من الفقر الى الحق في التعليم والعيش حياة كريمة... لكنه يرى في الإمبريالية ووسائلها في هذه المرحلة، الخطر الأكبر الذي يواجه كل الشعوب، لهذا يجب التحرك في مناهضتها.