صفوح منجد
تصاعدت في الآونة الاخيرة «حرب» من نوع جديد في ساحات طرابلس وشوارعها وأحيائها الداخلية، حيث اكتسحت المدينة لافتات وشعارات بمناسبات مختلفة، يجري تعليقها او «طرش» الجدران بها عشوائياً خالية من اية جمالية، الأمر الذي أثار استياء فئات واسعة من ابناء المدينة واحتجاجهم.
وما يزيد من تفاقم آثار هذه اللافتات، التي تعلق حيناً على جوانب الابنية او في عرض الطرقات أحياناً أخرى، أنها تتسبب يومياً في مشاكل وإشكالات بين ابناء المدينة، فتنشب النزاعات الدامية على خلفية الاعتراض على تعليق هذه اللافتات وكتابة الشعارات المؤيدة لهذا الفريق السياسي او ذاك.
وتبرز الى جانب ذلك موجة من تعليق الصور والجداريات الضخمة، فتتسبب هي الاخرى في حصول العديد من الاشكالات الامنية بين مؤيد لهذه الصور وبين آخرين يعترضون على مكان تعليقها، فتحولت معها جدران المدينة وأبنيتها ومداخل المؤسسات والمرافق العامة والخاصة الى «لوحات» مشوهة توحي بكل انواع الاستفزاز لمشاعر المواطنين.
من جهته، يؤكد رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي لـ«الاخبار» أن كل هذه اللافتات قد جرى الترخيص لها قانونياً، لكنه أكد أيضاً تلقّي البلدية للعديد من الاعتراضات من المواطنين او جهات مختلفة، إذ إن هذه اللافتات بأشكالها ومضامينها قد خرجت عن الاصول.
وأشار الى أن هذه الاشكال من التعبير أو الاعلان عن مواعيد المناسبات الاحتفالية باتت تشوه المدينة وتوجد موجة واسعة من الاستفزاز، وقد تجاوزت الحدود المقبولة. اضاف الجمالي: «هذه الاجواء بحثناها في المجلس البلدي ونوقشت عدة حلول، لكن لم نتوصل الى نتيجة، باستثناء الاتفاق على قرار سيصدر بمنع تعليق اللافتات «القماشية» ابتداء من مطلع العام المقبل، وقد اعدت البلدية 450 لوحة اعلانات كبيرة سيجري تركيبها تباعاً في الشوارع والساحات العامة مخصصة لتعليق الصور والاعلانات والنعوات حفاظاً على معالم المدينة.