حسن عليق
«ما بدي اتصور، أنا ما خصني، أنا صاحب محل، وهيدي مش بضاعتي». هذا ما ردّده أحد الموقوفين في مركز لمديرية أمن الدولة أمس. بقي مصراً على عدم تصويره من الصحافة، بالرغم من تهديد عناصر أمن الدولة له بوضع «الكلبجات». كان رجال الامن يعيدون على مسامعه حديثاً واحداً عن «الأوامر»، وعن عدم وجود خيار له، ولزملائه، غير التصوير. حُسم الأمر بعد تدخل أحد العناصر، قائلاً للموقوفين بحزم: «غنجناكن كتير، وكل واحد منكن نصح شي 2 كيلو». بعد ذلك، دخل المصورون إلى الغرفة المظلمة، حيث يقف 8 أشخاص من أصحاب المحلات والمستودعات والسائقين. أمامهم أدوات «التزوير» في القضية التي أوقفوا بها: عدد من صناديق الويسكي الفارغة التي تملأ بضاعة مغشوشة، أدوات تنظيف مقلدة، معجون أسنان وعلب شوكولاته وسكاكر منتهية الصلاحية. يقف «الرافض» في وسطهم. يبدو في العقد الرابع من العمر. يدير ظهره للكاميرات. «صدرك صوبي»، يصرخ به أحد العناصر. يستدير، يغطي وجهه بيديه ويبكي.
يخرج المصورون من الغرفة، ينادي موقوف من الداخل: «ارحمونا بالصحافة». في باحة المركز، يشير أحد العناصر إلى أربع «فانات» وسيارتين، فيها بضاعة مصادرة من مستودعات ومحلات. في أحد «الفانات» علب كرتون فارغة، قال إنها تستخدم للتزوير. يوزع علينا بيان المديرية العامة لأمن الدولة، الذي يذكر أنه جرى توقيف ستة لبنانيين وثلاثة سوريين وفلسطيني واحد بتهم تزوير مواد غذائية واستهلاكية. أمر إيجابي أن البيان ذكر الموقوفين بالأحرف الأولى لأسمائهم.