strong>نادر فوز
تجري يوم الجمعة الانتخابات الطالبية في جامعة «سيّدة اللويزة»، وسط تنافس حاد بين «اللائحة الوطنية» (التيار الوطني الحر) و«لائحة الـ10452» (القوات اللبنانية)،
فيما تخوض مجموعة «لبناننا» الانتخابات في لائحة مصغّرة لإثبات وجودها على الساحة الطالبية


لم تختلف التحالفات الطالبية في جامعة سيدة اللويزة عن غيرها في الجامعات الخاصة التي سبقتها إلى إجراء الانتخابات. فانعكس الجو السياسي العام في شكل واضح على الحياة الطالبية، وتشكلت لائحتان مكتملتان، الأولى للتيار الوطني الحر «اللائحة الوطنية»، والثانية للقوات اللبنانية «لائحة الـ10452». وتضمّ كل من اللائحتين 21 مرشحاً، فيما تضم لائحة ثالثة غير مكتملة ثلاثة مرشحين منتمين لمجموعة «لبناننا».
وكانت النوادي ــ الأحزاب في الجامعة قد أعلنت أمس لوائحها الانتخابية وسط جو ديموقراطي ساد فيه الهدوء والودّ بين المتنافسين. لكن بعض الطلاب لا ينفون وجود توتّرات بين الطرفين، معتقدين أنّ الأمور قد تتطوّر خلال اليوم الانتخابي. لكنّ الحماسة والتوتر لا ينطبقان على كل طلاب الجامعة. فبينما كانت النوادي تعلن أسماء مرشحيها، كان أحد الطلاب يلعب الشطرنج مع أستاذه بالقرب من «الساحة الانتخابية»، غير آبه بما قد يحصل أو بمن قد يفوز. وتحلّق عدد من الطلاب حول الطاولة. يقول أحدهم، ويدعى جاد، «لا أريد أن أكون خادم فلان أو علتان... والسياسيون خربوا البلد». ليس بعيداً من «الكش ملك»، كان أحد الطلاب يحاول «التأثير» في صديقه ليقنع الأخير أخاه بالمجيء للتصويت نهار الجمعة، يوم الانتخابات. كلمات «كبيرة» و«مشاريع وطنية» تداولها الصديقان، كحرية لبنان والـ 10452 والقضاء على الخلافات وإنهاء الحرب... أما نديم، أحد طلاب السنة الثانية، فسيشارك هذا العام في التصويت. وكان قد امتنع عنه العام المنصرم بسبب وظيفة أبيه في إحدى مؤسسات الدولة، فيقول «الآن أصبحت الأمور متداخلة، ولم يعد هناك ذلك الوجود الكثيف للاستخبارات في الجامعة».
يعترف الأخ بشارة الخوري، مدير الـ NDU، بأنّ الوضع السياسي العام له تأثير كبير على الأجواء الطالبية، ما دفع إدارة الجامعة إلى الحد من العمل السياسي المباشر للتخفيف من حماسة الشباب، ولعدم السماح بنقل الأزمة العامة إلى حرم الجامعة. ويتساءل عن سبب «هجمة» الأحزاب على الجامعات وعملها الجاد للفوز بالهيئات الطالبية، معتقداً أن هذه الانتخابات لا تؤثر كثيراً في القرار السياسي. واعتبر الخوري أنّ إدارة الجامعة «لا تقوم بضبط عمل الطلاب، بل تسعى إلى التفاهم معهم على أساس احترام الرأي الآخر وحرية التعبير»، وذلك تفادياً لأي إشكال قد ينتج عن العمل الحزبي والاستفزازات بين الطلاب. ووضعت الإدارة بعض الشروط الأساسية للمرشحين، كي لا تتحوّل الانتخابات إلى مسألة حزبية أو سياسية بحتة، تتعلّق بالسلوك الأكاديمي والأخلاقي للطالب وبحضوره الدائم لصفوف الدراسة.
أما النظام الانتخابي في الـNDU، فيختلف أيضاً عن بقية الجامعات، إذ يُقسّم الطلاب إلى مستويات دراستهم، أي حسب السنوات أو عدد الوحدات الدراسية وليس حسب الكليات. فطلاب «السنة الأولى» (Sophomore) ينتخبون سبعة مرشحين عن السنة الأولى في الكليات الست، وكذلك يفعل طلاب «السنة الثانية» (Junior)، وطلاب «السنة الثالثة» (Senior).
مسؤولو الأحزاب، من جهتهم، لا يرجحون وقوع أية إشكالات بين الطلاب. فيقول نهرا بعيني، مسؤول طلاب القوات اللبنانية أو الـDebate Club، أصحاب «لائحة الـ10452»، إنهم كمسؤولين سيحاولون قدر الإمكان ضبط الأمور وتمرير اليوم الانتخابي بهدوء. هذا ما يؤكده أيضاً جو صليبا، مسؤول التيار الوطني الحر أو الـSocial Club، الذي أُطلق على لائحته اسم «اللائحة الوطنية». ويشير صليبا إلى أنه ليس من عداوة بين التيار وأنصار القوات اللبنانية، على رغم الاختلاف الحاد، قائلاً «معركة التيار الأساسية هي مع «المستقبل»، فيما معركة القوات الأساسية هي مع حزب الله».
ويبدو من خلال حديث صليبا أنّ النتائج لا يمكن حسمها، ولو في شكل أوّلي، على رغم التحضيرات الكثيرة والجادة التي قام بها أنصار «التيار»، «فالطلاب هم الذين يحسمون كل الأمور، والوقت مبكر للحديث عن انتصار أحد الأطراف». أما بعيني فيعتبر أنّ النظام الانتخابي الأكثري لا يسمح بمعرفة التمثيل الحقيقي للقوى السياسية، «لكن الجو السياسي العام سينعكس على الجامعة وهناك تغيير يجب أن يحصل».
أما مجموعة «لبناننا»، فقررت خوض الانتخابات الطالبية في الـNdu أيضاً، «وذلك ليس بهدف الفوز لكن بهدف إيصال المشروع الذي تطرحه المجموعة بالدرجة الأولى»، كما قال أحد مسؤوليها باتريك ريشو. وبالنسبة إلى التحالفات، يعتبر ريشو أنّ «الأمر الوحيد الذي يتّفق عليه الطرفان هو هزيمتنا»، معتبراً أنّ مشروع «لبناننا» يشكل خطراً كبيراً على كل الأطراف السياسية الأخرى، وخصوصاً التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.