strong>فاتن الحاج
تخوض الجامعة اللبنانية ــ الأميركية، للسنة الثانية، تجربة برنامج الصف المتكامل ــ نموذج الأمم المتحدة، تحت شعار «قوة الحجة لا حجة القوة». تطلق الجامعة البرنامج السبت المقبل، في مبنى «أروين هول» حيث يتدرب المشاركون من تلامذة المدارس الرسمية والخاصة مدى ثمانية أسابيع (كلّ سبت) على التقنيات المستخدمة في المنظمة الدولية. وينتهي البرنامج مع انعقاد المؤتمر النهائي في 13 و14 و15 نيسان المقبل حيث ينقسم التلامذة إلى مجموعات تمثل مؤسسات الأمم المتحدة ولجانها، ويعالجون موضوعات إنسانية مختلفة. وتعمّد المنظمون أن يتزامن المؤتمر مع ذكرى الحرب اللبنانية «فيكون مناسبة للدعوة إلى السلام».
يركز البرنامج على «اللاأحادية في قرارات الأمم المتحدة التي تعمل لخير هذا العالم في أكثر من لجنة ومنظومة». يدافع طلاب الجامعة «المدرِّبون» بحماسة عن مبادئ المنظمة، فيستشهد الأمين العام للبرنامج أنطون أندريا بقول لـ«نظيره» الأمين العام كوفي أنان «تخيّلوا في أي جحيم سيكون العالم من دون الأمم المتحدة»، فيما تبدو مسؤولة الإعلام رزان الصلاح مقتنعة بجدوى المنظمة، «يجب أن ندخل إلى الهيئة القائمة على تعاون البشر ونثبت وجهة نظرنا من الداخل».
يضع الطلاب اللمسات الأخيرة على الاستعدادات اللوجستية لإطلاق البرنامج، وقد أكدت حوالى 90 مدرسة من كل لبنان مشاركتها (حوالى 700 تلميذ)، بعدما حاول المنظمون استيعاب مدارس جديدة في الجنوب والبقاع لم يلحظها البرنامج في السنة الماضية. واشترطوا أن تراوح سن المشارك بين 15 و17 سنة (الصفان الأول والثاني من المرحلة الثانوية).
يتعلم التلميذ المهارات الدبلوماسية، ويتدرب على كتابة القرارات وأوراق العمل والتفاهم، وطرق التفاوض وحل النزاعات من دون اللجوء إلى القوة، إلاّ أنّ الصلاح تسارع إلى التأكيد «أننا ننمّي لدى المشاركين الحس النقدي والتعبير عن آرائهم المغايرة بطريقة سلمية». ويذهب أندريا إلى الحديث عن ثقافة السلام التي «نؤمن بها كطلاب، ومن حق تلامذة لبنان أن يتعلموا ويعيشوا بسلام فيردموا الهوة التي حدثت في السنتين الأخيرتين»، معتبراً أنّ ما شهده لبنان خلال العدوان الأخير هو تحد إضافي للبرنامج.
ويميّز المدربون بين الأمم المتحدة «ذات الأبعاد الإنسانية والثقافية» ومجلس الأمن «الذي لدينا ملاحظات حول موقفه من القضايا العربية». فالبرنامج، بحسب المنظمين، ليس مؤدلجاً ويتجاوز البازار السياسي، «نعلّمهم مهارات ليستخدموها بما يتناسب مع قناعاتهم ولا نفرض عليهم أفكارنا». ويعتمد البرنامج، في هذا الإطار، مجلة وموقعاً إلكترونياً للدردشة «chat» بغية تحقيق التواصل بين المشاركين طوال أيام الأسبوع.
تجدر الإشارة إلى أنّ بيروت هي المدينة العربية الوحيدة التي تطبق البرنامج من بين 32 مدينة في العالم، وتنظمه الجامعة اللبنانية ــ الأميركية، بالتنسيق مع جمعية «ميريلانش» الأميركية، وبرعاية وزارة الثقافة الأميركية.