strong>كارل كوسا
فُضَّ الاعتصام وفُرِّق الشباب، من أمام مبنى سفارة الاتحاد الأوروبي في منطقة الصيفي. وذلك بعد أن مُنعوا من الصعود لمقابلة رئيس مفوّضية الاتحاد لتسليمه بياناً حمل عنوان «فلسطين هنا... أين أنت؟». وطالب البيان بـ«حماية الشعب الفلسطيني من خلال وقف إمداد اسرائيل بالأسلحة، ومحاسبتها على جرائم ترتكبها، والعمل الفوري على إطلاق الأسرى».
لم يحمل الاعتصام، الذي أُقيم مساء أمس، استنكاراً لدعم الاتحاد الأوروبي لإسرائيل، صفة تنظيميّة، بل «هي مبادرة حرّة من شباب مستقلّين»، كما أفاد شباب لبنانيون وفلسطينيون مشاركون. وأعلنوا أنّ تحركهم هذا هو الأول ضمن حملة ستُتابع للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني كافّة، هنا وفي فلسطين». لم تدعُ أي جهة حزبية إلى الاعتصام الذي يأتي استكمالاً لاعتصام مفتوح بدأ في وسط بيروت أيام العدوان، وتحوّل في ما بعد إلى نشاط إغاثي لمجموعة عُرفت باسم «صامدون». ورأى محمّد قريوطي (مشارك) أن «ما دفعنا إلى استئناف التحرّكات هو قانون جديد صادر عن وزارة العمل، يمنع الفلسطينيين من ممارسة أي عمل داخل الجامعات مقابل بدل مادي». ولأنّه ورفاقه واثقون بأنّ الاتحاد الأوروبي يمدّ إسرائيل بقنابل عنقودية وغيرها من الأسلحة «لإبادة شعوبنا» قرّروا أن ينتدبوا 3 من زملائهم للصعود إلى مقرّ الاتحاد، فتسليم بيانهم الاستنكاري والمطلبي إلى المعنيين «وسط غياب أي موقف رسمي لبناني أو عربي تضامني يدين الانتهاكات الصهيونية المتمادية».
لنورا رسالة «الشارع العربي ليس للتخوّف من 8 و14 آذار، بل ينبغي أن نكون معنيين بقضايا أكثر شمولية للتضامن مع كل شعوب العالم المظلومين». المشاركون الأجانب كانوا لافتين كمايكل (إيرلندي) الذي يعتقد أن «الاتحاد الأوروبي شريك في قتل أطفال غزّة، والدليل أنّه اتّخذ موقفاً أنانياً وجباناً من كارثة حصار غزّة». أمّا أورورا (ناشطة في الجمعية الهولندية الفلسطينية في هولندا) فتُحمّل بدورها أوروبا مسؤولية تجميد مفاوضات السلام عن طريق تزويد إسرائيل بالأسلحة «كما دعمت سابقاً عدوان لبنان».
الشباب المشاركون لن يستسلموا أو ييأسوا، بعد تهديدهم بالإخلاء غصباً من أمام مقر الاتحاد، إذا لم يخضعوا للأوامر. وأكّد مشارك أنّهم «مستمرّون في تحرّكاتنا. وما حصل لم ولن يحدّ من عزيمتنا»