أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «أن القتل لن يرهب اللبنانيين» وأن اغتيال الوزير بيار الجميل «يجعلنا أشد التزاماً بضرورة قيام المحكمة الدولية»، مشدداً على «أن الحكومة ستضطلع بكل مسؤولياتها للحفاظ على مصالح اللبنانيين وأمنهم وسلامتهم».كلام السنيورة جاء في كلمة أذاعها من السرايا الحكومية في حضور الوزراء أحمد فتفت، جان أوغاسبيان، غازي العريضي، خالد قباني، شارل رزق، سامي حداد وجهـاد أزعور.
وقال السنيورة: «لم يشأ المجرمون عشية ذكرى استقلالنا إلا أن يضرجوه بالدم. شهيد جديد يسقط من اجل لبنان ومن أجل سيادته وحريته واستقلاله. شهيد جديد يسقط على الطريق إلى الحقيقة، على مذبح إقرار المحكمة الدولية. لكن القتل أيها اللبنانيون لن يرهبنا؛ ولن ترهبنا اليد الآثمة أياً كانت. لن نترك للقتلة المجرمين أن يتحكموا بمصير لبنان ومستقبل أبنائه. إن هذا الاعتداء على رمز من رموز الحرية في لبنان لن يزيدنا إلا صلابةً وتمسكاً بحرية هذا الوطن واستقلاله وسيادته. إن هذا الاعتداء يجعلنا أشد التزاماً بضرورة قيام المحكمة الدوليــة. المحكمة الدولية التي تردع المجرمين، وهي السبيل إلى حماية جميع اللبنانيين وصون أمنهم وسلامتهم وحرياتهم ووضع حد لمسلسل الإجرام المستمر. لقد آن الأوان أن يتوحد اللبنانيون، جميع اللبنانيين من حول هذه المحكمة».
ودعا السنيورة «كل اللبنانيين إلى التبصّر بمصير وطنهم ومستقبل بلادهم، والوحدة والتماسك، والوقوف موقفاً واحداً للدفاع عن أمنهم وسلامة وطنهم. وأن يتنبهوا إلى ما يخطط لهم من فتنٍ تهدف إلى ضرب وحدتهم وإعاقة مسيرتهم، مسيرة بناء الدولة». وأهاب «بجميع اللبنانيين على مختلف مسؤولياتهم الرسمية والسياسية والوطنية أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية إزاء هذا الحدث الجلل. ونحن في هذه الحكومة سنضطلع بكل مسؤولياتنا للحفاظ على مصالح اللبنانيين وأمنهم وسلامتهم».
وتابع: «يا أخي ويا صديقي ويا زميلي الشيخ بيار، أيها الحبيب.. يا سيد المنابر والساحات، أنت يا شيخ بيار، كمنوا لك بالغدر وبكواتم الصوت وفوهات البنادق. أتدري يا أخي، يا شيخ بيار، أنهم لا يعرفون غير لغة الغدر والاغتيال. وإلا فكيف يُسكتون هذا الصوت الصارخ؟ إلى والديك الحبيبين، وزوجتك وأولادك، إلى كل أحبائك وجميع الأحرار، أقول وأعاهدك: لن تذهب دماؤك هدراً. انعى إليكم باسمي وباسم الحكومة اللبنانية، حكومة الاستقلال الثاني، انعى إليكم أخي وصديقي وحبيبي الوزير الأمير الشاب أمير الشباب الشيخ بيار أمين الجميل. يا أخي بيار، سلم على الرفيق الرئيس رفيق الحريري وعلى صحبه الأبرار، سلم على باسل وسمير، سلم على جورج وجبران، سلم على كل الأحرار، قل لهم بصوت مدوّ إنهم لم يفتدوا وهماً، لقد افتدوا وطناً، وأنت معهم افتديت وطننا لبنان، ليعود سيداً حراً مستقلاً عربياً أبياً. لبنان سيظل شامخاً بشهدائه الأبرار وسيستمر بإرادة أبنائه الأحرار، مهما حاول الظالمون القتلة، سيستمر لبنان، سيبقى لبنان، سيبقى لبنان، سيبقى لبنان».
الى ذلك، اصدرت رئاسة مجلس الوزراء مذكرة، جاء فيها: «يعلن الحداد الرسمي على فقيد لبنان معالي الوزير الشهيد الشيخ بيار امين الجميل، وتنكس الاعلام لمدة ثلاثة ايام على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع هذه المناسبة، اعتباراً من الاربعاء 22/11/2006 ولغاية يوم الجمعة الواقع فيه 24/11/2006 ضمناً، ويقام له مأتم وطني يحدد لاحقاً. تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته وأنزله فسيح جناته».
(وطنية)