مجلس الأمن يدين الجريمة وواشنطن تصفها بـ «الإرهابية» وإسرائيل تحذر السنيورة من «دوره»
أثار اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل ردود فعل دولية واسعة، وصفت العملية بأنها «إرهاب دولي». وسُجّل إجماع على دعم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى المضي في اقرار المحكمة الدولية، مع التحذير من انعكاسات الجريمة على السلم الأهلي.
ودان مجلس الأمن «من دون لبس» اغتيال الجميل الذي وصفه بأنه «رمز لبنان السياسي».
واستنكر الرئيس الأميركي جورج بوش الاغتيال الجميّل، وقال إن التحقيقات «لا بد أن تتعرف إلى هؤلاء الناس والقوى التي تقف وراء القتل». واتصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بالرئيس السنيورة مجددة التأكيد على دعم واشنطن الكامل لحكومته بعد اغتيال الجميل.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز في مؤتمر صحافي: «إن هذا يوم حزين للبنان. لقد صدمنا بهذا الاغتيال ونعتبره عملاً ارهابياً، وتخويفياً ضد تحالف 14 آذار، ونعتقد أنه من مسؤولية جميع الدول دعم حكومة السنيورة ومعارضة من يحاولون تقسيم لبنان». وقال «لقد رأينا بيانات من السيد (حسن) نصر الله وآخرين
ورأى السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون، ان اغتيال الجميل يؤكد ضرورة الاسراع في تأليف المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وقال بولتون: «اننا، على ما يبدو، أمام عملية اغتيال ارهابية في بيروت (...) وهذا يظهر لماذا نحن في حاجة الى تأليف محكمة في اقرب وقت ممكن».
ودان الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان «الاعتداء الشنيع»، وعبّر عن رغبته في أن تجري «ملاحقة القتلة ومعاقبتهم». وقال: «ان كل لبنان مصاب بهذه المأساة الرهيبة، وفرنسا على يقين بأن الرغبة في الاستقلال والحرية والديموقراطية لدى اللبنانيين ستكون اقوى. وهي تقف الى جانب لبنان من اجل التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن ولا سيما تأليف محكمة ذات طابع دولي».
ووصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، في تصريح أمام الجمعية الوطنية، الاغتيال بأنه «محاولة جديدة لزعزعة استقرار لبنان».و قرر المشاركة في التشييع.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن إدانته «الشديدة» لاغتيال الجميّل. وشدد في مؤتمر صحافي عمل «كل ما في وسعنا، وخصوصاً في هذا الوقت، لحماية الديموقراطية في لبنان والحكومة برئاسة فؤاد السنيورة (...) والاغتيال يؤكد مجدداً الحاجة الملحة إلى وضع استراتيجية لمجمل الشرق الاوسط لدعم أنصار الديموقراطية والطريق المناسب لحل النزاعات في كل مكان».
واستنكرت موسكو «استئناف الاغتيالات السياسية». ووصف وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما «عملية الاغتيال» بأنها «عمل خطير جداً» ودعا الى «عدم الانسياق لمنطق الارهاب في لبنان». وأعرب في بيان «عن اشد الادانة لهذا العمل (...) وستواصل الحكومة الايطالية تقديم الدعم لحكومة فؤاد السنيورة».
ورأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ان اغتيال الجميل «محاولة جديدة لتقويض تطور لبنان المستقل السيد الديموقراطي». وقال في بيان ان الحكومة الألمانية «تبلغت بصدمة» عملية الاغتيال و«تدينها بأشد العبارات»، مشدداً على ان «ظروف الاعتداء يجب ان تتضح وتجب إدانة المسؤولين عنه»، داعياً «كل القوى في لبنان والمنطقة الى تحمل مسؤولياتها والامتناع عن أي عمل يزيد من عدم الاستقرار في الوضع السياسي اللبناني».
ودانت اسبانيا "بأشد القوة" بالاغتيال، وجددت تاكيدها على "الدعم القوي للحكومة والشعب اللبنانيين"، ودعت في بيان للخارجية الى "توضيح ظروف الاعتداء" و"تحديد المسؤوليات ومعاقبة المذنبين"، وجددت التاكيد على "دعمها القوي للحكومة والشعب اللبنانيين".
ودان الاتحاد الاوروبي بـ«اشد العبارات قوة» الاغتيال مؤكداً «مساندته غير المحدودة للحكومة الشرعية» في لبنان. وقالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر، انها شعرت بصدمة إزاء جريمة القتل، وان «المفوضية الاوروبية تدين هذه الجريمة المروعة».
وأعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن «صدمته»، معتبراً ان لبنان يدفع مجدداً «ثمناً باهظاً لإرادته في العيش بسلام واستقلال». وأضاف: «لا بد من العثور على المسؤولين عن هذا الاغتيال الجبان ومعاقبتهم».
واستنكر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان «بقوة» اغتيال الجميل، مؤكداً أن مرتكبي هذه العملية والمحرضين عليها يجب أن يحالوا على القضاء. وقال الناطق باسم انان في بيان، ان «هذه الجريمة ارتكبت بدم بارد غداة مناقشة مجلس الامن تقرير (انان) حول تأليف محكمة خاصة بلبنان».
وأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ألا يقوض اغتيال الجميل استقرار المنطقة.. ورأت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في مؤتمر صحافي في لندن مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت، أن عملية الاغتيال «تثبت أن الصراع في المنطقة هو بين متطرفين ومعتدلين».
ونقل موقع معاريف الالكتروني عن «مصدر سياسي إسرائيلي رفيع» أن اغتيال الجميل «إشارة سورية واضحة للسنيورة بأنه التالي في الدور، ولذلك عليه أن يستقيم مع خطهم». وأضاف المصدر أن «حزب الله أراد الخروج إلى الشوارع لكنه خشي من مواجهات، ولذلك فإن الأسهل بكثير تصفية وزير في المعسكر الخصم».
ووصفت ايران الاغتيال بـ "العمل الجبان"، وأعربت عن "تضامنها مع عائلة" الجميل. واتهم الناطق باسم الخارجية محمد علي حسيني "اعداء لبنان" بارتكاب الجريمة "لانهم لا يريدون ان يكون هذا البلد رمزا للوحدة الوطنية ورمزا لانتصار المقاومة" في وجه اسرائيل.
عربياً، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن استنكاره الشديد لاغتيال الجميل، ورأى أن العملية «مدانة بكل المقاييس وتدفع نحو تأجيج نيران الفتنة في لبنان». وحذر من «أي خطوة يمكن أن تمس وحدة اللبنانيين في هذه الفترة الحافلة بالمخاطر على مستقبل لبنان واستقراره».
وأعربت دول المجلس في بيان صحافي تلاه عبد الرحمن العطيّة الأمين العام للمجلس إثر اختتام اجتماع وزراء المجلس عن «استنكارها الشديد» لواقعة الاغتيال التي وصفتها بأنها «عمل إرهابي». ورأى الوزراء أن «الاحتقان السياسي في لبنان أدى الى مقتل بيار الجميل»، معربين عن «رفضهم لمثل هذه الأعمال التي تستهدف إشاعة الفوضى». ودعوا اللبنانيين الى «تجاوز الصراعات والمحافظة على وحدة لبنان الشقيق واستقراره وتغليب جانب الحوار بين مختلف القوى السياسية».
ودانت دمشق بشدة «جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل». ووصف عضو مجلس الشعب السوري جورج جبور اغتيال الجميل بأنه «حادث مؤسف قد يكون له أثر في زعزعة استقرار لبنان، وهذا ما لا تريده سوريا ولا يريده لبنان»، موجهاً أصابع الاتهام إلى إسرائيل لكونها المستفيد من زعزعة الأوضاع في هذا البلد.
ودعا الرئيس المصري حسني مبارك كل الأطراف اللبنانية إلى أن «تتحاور بدل أن تتقاتل حتى لا يضيع لبنان». ودعا على هامش القمة الأفريقية المصغرة المنعقدة في طرابلس «كافة الأطراف اللبنانية أن تتحاور لمصلحة لبنان ولا نظل مجزئين ونختلف (... ) بدل أن تتقاتل حتى لا يضيع لبنان».
ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بشدة «الجريمة». وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) بأن العاهل الأردني وصف هذه «الجريمة» خلال اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري بـ«العمل الجبان الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان الشقيق».
وبعث امير الكويت بعث ببرقية تعزية الى الرئيس اللبناني اميل لحود عبر فيها "عن استنكار دولة الكويت وادانتها الشديدة لعملية اغتيال" الجميل مؤكدا "الموقف الثابت لدولة الكويت الرافض لمثل هذه الاعمال الارهابية التى تستهدف ارواح الابرياء الآمنين وتتنافى مع كل القيم والاعراف والاديان".
ورأى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في برقية عزاء بعث بها إلى الرئيس إميل لحود «أن مثل هذا العمل الإجرامي يستهدف مرتكبوه من ورائه إثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان الشقيق».
واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الجريمة النكراء التي اودت بحياة الشهيد بيار الجميل (...) تستهدف وحدة لبنان وامنه واستقراره، واستمرار مثل هذه الجرائم النكراء له عواقب خطيرة على الامن الاقليمي والامن القومي العربي»..
كما استنكر نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام اغتيال الجميل، وقال في بيان إنه «حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الهادفة لإحداث الفتنة في لبنان الشقيق وتعطيل تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد من السياسيين اللبنانيين».
(أ ف ب، رويترز, يو بي آي)