مصاب جديد
  • الكسندر نعمة

    في لحظة المصاب الجديد، يحتاج لبنان فعلاً الى لحظة تأمل، بعيدة عن الغرائز والاتهامات المتبادلة. لحظة قد تتيح لنا الخروج من غرفنا المظلمة، ومن تقوقعنا الطائفي. لحظة، تجعلنا نتحّد، ونمنع المتاجرة بدم شهيد لبنان الجديد، لتمديد البقاء على كرسي السلطة.
    كفى بكاء، فالبكاء على الأطلال لن يبني وطن الإنسان بعد اليوم. كفى تلاعب بالعقول والغرائز، فليس كل صاحب قضية شمولياً وحديدي التفكير؟
    لا تتاجروا بالشهادة، لأنها بأبعادها الروحية، تتخطى قدرة العقل البشري على استيعابها. والتاريخ بما فيه، وما هو مرسوم لمستقبله، كفيلٌ بأن يعطي كل ذي حق حقه. من أجل وحدة لبنان، توقفوا للحظة تأمل، وابتعدوا عن الاتهامات الجاهزة، ولا تراهنوا على خلط الأوراق. واعلموا ان التهديد بالحرب الداخلية، لا يساعد على بناء الوطن،
    وإذا كنتم تريدون محاسبة أحد، فعليكم أن تسألوا الذي تنبأ منذ أسبوع بأن هناك عملية اغتيال ستستهدف وزراء الحكومة، وإن تبحثوا عن المقصر.
    ومن يراهن على المحكمة الدولية، يدرك تماماً أن المحكمة ما هي إلاَّ ورقة ضغط على سوريا، فلا هم يريدون معرفة الحقيقة ولا الحقيقة تنتظر يوم القيامة.


    سقوط الفارس

  • روز زياده

    فارس آخر يسقط عن جواده، شاب من بلادي تركوه يمتطي جواداً جامحاً. الساسة لم يروضوا ذاك الجواد، ولم يلجموه. الساسة لم يحموا الشيخ بيار من السقوط. وكأن ارض الوطن اعتادت الارتواء من دماء الشباب، وترابه يحتضن اجسادهم مرة مهشمة واخرى بكامل جمالها وهيبتها. قد لا ينجز الاستقلال ويتحقق الا بالشهادة. والشهادة حق وطني في ساحة الوغى. انما بالغدر فلا...
    ما هو الذنب الذي اقترفه شعب لبنان ليستحق هذا الوجع!!
    حزننا عليك كبير يا شيخ بيار، قلوبنا سوداء حداداً، دموعنا جفت في مآقيها. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وألهم عائلتك الصبر والسلوان. نسأله تعالى ألاّ يجرع لبناننا من هذه الكأس اكثر وأكثر.


    ناقوس الخطر

  • وسام اللحام

    لم يعد يحتمل الشعب اللبناني هذا الكم من العنف والارهاب الذي يمارسه عليه منذ زمن بعيد المجرمون الوحوش الذين ستلاحقهم لعنة التاريخ الى قبورهم المظلمة. لم يعد يحتمل أبناء وطني الغالي الانقسام السياسي الحاد، والشرخ الوطني الخطير الذي يهدد وحدة هذا البلد وديمومته. أيها اللبنانيون تعالوا الى كلمة سواء، وتناسوا خلافاتكم التي تفتك بجسم الوطن، والتي يستغلها الأعداء للانقضاض علينا، وسلب استقلالنا من جديد بعدما قدمنا خيرة أبطالنا شهداء على مذبح الحرية لاستعادة سيادتنا المهدورة.
    لبنان الخالد يدعونا جميعاً الى التكاتف والتضامن لدرء شبح الفتنة الذي يتربص بنا، فلنهبّ كلنا يداً واحدة دفاعاً عن وطننا وصوناً لشجرة الأرز التي تكلل أعالي جباله الشامخة.


    اغتيال الوزير بيار الجميل

  • وائل يحيى

    السؤال الاول الضروري للوصول الى تحديد المجرم هو عن هوية المستفيد من هذه الجريمة النكراء التي تضع لبنان في مهب الفتنة؟
    منذ اسبوع وإحدى الجهات تحذّر من مخطط لقتل ثلاثة وزراء كي تصبح الحكومة بحكم المستقيلة. لو كان هذا صحيحاً لكان على الدولة أن تقوم بواجباتها وتتخذ الإجراءات اللازمة.
    الواضح أن المعارضة هي الخاسرة من كل ما حصل. وما حصل لا يصب في مصلحتها أبداً، بل إن خصومها هم المستفيد الاول. خصوصاً أن امراء الحرب قد استعادوا قاموس الحرب ويتحينون الفرصة للعودة بالحرب الاهلية والانقضاض على ما بقي من هذه الدولة الهشة. ما هو الهدف من الاغتيال، لعل الهدف الاول الواضح هو تقوية هذه الحكومة الضعيفة، ومحاولة الانقلاب على ميزان القوى الذي لم يعد في مصلحة قوى السلطة.