أكد رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون أن موضوع اغتيال النائب والوزير بيار الجميل "لا يحتمل الإستنتاج والتأويل"، مطالباً بهيئة تحقيق مؤلّفة من قضاة مشهود لهم بالقدرة والنزاهة، لكشف ملابسات الجريمة.وإذ دعا جميع اللبنانيين الى المشاركة في تشييع الجميل، مع أنه –على المستوى الشخصي، وحرصاً منه على عدم النيل من هيبة المناسبة- سيقوم بواجبه الإجتماعي بعد "عودة الصفاء والهدوء"، لافتاً الى أنه حاول مرات الإتصال بالرئيس أمين الجميل لتقديم العزاء، كما بالمستشفى حيث كانت "ترتفع الشعارات المعادية لي،. والغريب أن الشعارات أطلقت في عدة أماكن وفي نفس التوقيت". وبعد عدة محاولات، قوبلت الإتصالات بـ"إجابات من داخل العائلة بأن الوقت غير ملائم"، فدعا الى اجتماع طارئ للكتلة "لاتخاذ الموقف المناسب. فأعطينا التعليمات للجميع: لا ردود فعل على أي استفزازات، أغلقوا المكاتب واذهبوا الى بيوتكم. ثم اتصلت بالبطريرك صفير وطلبت منه المساعدة على تهدئة الوضع، منعاً للإنفلات. ودعوت للمشاركة في المأتم والى إقامة احتفالات عن راحة نفس الشهيد"
وأشار عون، في مقابلة تلفزيونية مع محطة ألـ"إن.بي.إن"، الى أن استهداف التكتل بالهجوم عند حصول كل اغتيال "ليس بسبب الإغتيال، بل لأسباب سياسية"، معلناً: "نحن وآل الجميل عندنا نفس الهدف، وإن كنا نختلف بالمقاربة. لا خصومة سياسية معهم، بل مقاربات مختلفة في السياسة".
واعتبر عون أن شهادة الجميل هي "شهادة خلصية، ولا يمكن فصلها عما حصل سابقاً، فلا يجوز نسيانها ووضعها في مقام آخر، بل يجب تنزيهها عن التوظيف في ميادين كثيرة"، مشيراً الى ضرورة "اتفاق المعارضة والموالاة على إظهار الحقيقة، من دون تقديرات". وفي كلمة للبنانيين، وجّه عون رسالة الى الرئيس الجميل والعائلة، مفادها: "كنا سوياً في ظروف كثيرة، وأعدكم أن نبقى سوياً".
وأكد أن دوافع مسلسل الإغتيالات هي "لخلق الفتن"، معتبراً أن اغتيال الجميل "كان وسيلة وليس رسالة. فهو رمز من رموز الكتائب، فقتلوه لأنهم وجدوا فيه إمكان خلق صدامات، والمخابرات بإمكانها أن تخيط أية جريمة".
ورداً عن سؤال حول ما إذا كانت جريمة الإغتيال أربكت مخططات المعارضة، اكتفى بالإشارة الى أن "المجال مفتوح لضبط الوضع الحالي"، داعياً الى فصل موضوع ما جرى عن موضوع الحكومة والمحكمة الدولية.