باريس ــ بسّام الطيارة
«حزن ويأس» كلمتان تختصران شعور أبناء الجالية اللبنانية في باريس التي تعيش، رغم المسافة التي تفصلها عن وطنها الأم، على وقع ما يعيشه الوطن. الانقسام بين مؤيدي الأكثرية ومؤيدي المعارضة موجود وإن كان أقل حدة مما في لبنان.
كان لخبر اغتيال الوزير بيار الجميل وقع مدوّ على لبنانيي باريس.كل الذين تحدثنا إليهم اتفقوا على «رثاء لبنان» الذي «يبدو ذاهباً إلى الفوضى». كلهم تقريباً نسوا انتماء المغدور إلى الأكثرية، ورأوا في «اغتيال ابن الجميل» اغتيالاً للبنان وللتوافق. وعادت كلمات «الجد بيار رجل الاستقلال» إلى شفاه المتكلمين تذكّر بدوره باستقلال لبنان، وتتساءل عن توقيت هذه «الضربة للحوار الوطني»، والغدر بالوزير «هو غدر بإمكان العودة للحوار».
الجواب على سؤال من يقف وراء الجريمة النكراء لا يأخذ حيزاً كبيراً من أحــاديث الجالية، وإن بقي ذا وجهين حسب انتماء المجيب إلى المعارضة أو إلى الأكثرية، حتى وإن ظهر بعض «التباين العجيب» في بعض الإجابات.
جورجيت لا تعدّ نفسها مع الأكثرية ولا مع المعارضة، ومع ذلك لا تتردد بتوجيه أصابع الاتهام «إلى سوريا... لأن الجميع يتفق على أنها وراء كل شيء في لبنان» ولتثبيت قولها لا تتردد بالقول «انظر إلى التلفزيون الفرنسي...كل المحطات تقول إنها سوريا». صديقتها لينا في العقد الثالث ونيف تشاطرها الرأي، وهي ترى «ان سوريا هي المستفيد الوحيد من هذه الجريمة». والدة الأخيرة تثور وتقول: «سوريا كل شيء سوريا! واللبنانيون؟ أليسوا مسؤولين أيضاً؟». تمسح دمعة وتقول «أنا مسيحية وكل خوفي من أن تكون الجريمة لقسمة المسيحيين».
ميشال المتأثر جداً بـ«استشهاد وزير كنت أعلق الآمال عليه»، يتساءل: «وزير يتنقل من غير حماية؟ هذه أسهل جريمة. السيارة لن تختفي. على الحكومة أن تبرهن أنها تستطيع فعل شيء».
يعتبر رياض «أن الجريمة تمس لبنان»،. ويقول جان معرفاً نفسه بأنه شيوعي عتيق «نعم الجريمة تستهدف لبنان كشعب ويجب ألا ننصاع لغرائزنا».
عماد وإيلي، طالبان في جامعة باريسية كبيرة، متفقان على أن «سوريا وراء الجريمة». يدخل أحمد على خط المناقشة ويقول «إنني متأثر جداً لأن هذه الجريمة تعيدنا عشرات السنين إلى الوراء وتبعدنا عن الحوار».
سيدة رفضت البوح باسمها، مبررة ذلك بقولها بالفرنسية: «حتى لا تحزر من طائفتي بماذا أفكر»، تنصت إلى مناقشات الشباب، تهز رأسها وتقول «أليس من الغريب أن تقتل خيرة شبابنا الطالعة؟». وتقول «مهما قيل ومهما حلل الشباب وكتبت الصحافة فأنا لا أبرّئ إسرائيل عدوتنا الدائمة» وتضيف قبل أن تتابع طريقها «لماذا لا ينظرون صوب إسرائيل؟».