رزان يحيى
ما زال الكتائبيون يعيشون آثار صدمتهم جراء اغتيال «الصديق، الشاب، الرفيق». القوى الشبابية في 14 آذار دعت إلى المشاركة الكثيفة في التشييع تحت شعار «فدى لبنان»

أراد الكتائبيون أن يودعوا رفيقهم كما اعتادوا توديع شهداء الحزب في بيت الكتائب، حيث يسهرون على الجثمان قبل ليلة من الدفن. لكنّ التقاليد خُرقت هذه المرّة، ونزلوا عند رغبة فرقاء 14 آذار الذين أرادوا للشهيد مأتماً جماهيرياًبيار استشهد فدى لبنان»، ولذلك سيرفع الكتائبيون اليوم خلال «عرسهم» شعار «فدى لبنان». وسيبدأ النهار الكتائبي الطويل من الثامنة صباحاً من أمام بيت الكتائب في الصيفي، حيث ستوزّع الأدوار على الكتائبيين لتنظيم التشييع داخل كنيسة مار جرجس في وسط المدينة، على أن يكون التنظيم في الساحات مشتركاً مع كل الفرقاء في 14 آذار.
القوى الطالبية وقيادات 14 آذار تريد مشاركة جدية وكثيفة، بوجه «الذي قتل وسيقتل وسيظل يقتل حتى نوقفه»، كما يقول مسؤول الشباب في تيار المستقبل نادر النقيب. وفي هذا الإطار، دعا النقيب جميع الشباب اللبناني إلى النزول غداً والمشاركة الشعبية في التشييع، تحت شعار «لن ننسى»، على أن تؤمّن النقليات من المناطق إلى ساحة الشهداء حيث التجمّع عند الحادية عشرة، مؤكداً أنه سيكون جماهيرياً في ساحة الشهداء، وستقتصر المشاركة في بكفيا على العائلة الكتائبية وآل الجميل.
ويرى رئيس منظمة الشباب التقدمي ريان الأشقر، أن لـ«بيار خصوصية بين الشهداء لأنه ينتمي إلى عمر الشباب وبالتالي هو شهيدهم، لذلك توجهت الدعوة إلى الجامعات والمناطق». وأكد أنهم كمنظمات 14 آذار سيبذلون قصارى جهدهم «لتأمين أكبر عدد ممكن من الشباب»، على أن يرفع العلم اللبناني بعيداً عن كل الرايات الحزبية. وبالنسبة إلى الشعارات، فستكون هي نفسها التي حملتها قوى 14 آذار منذ سنة ونصف وأبرزها «إطاحة إميل لحود، شعارات استقلالية، توحيد السلاح... والجديد هذه المرة، تطبيق القرار 1701». وطالب الأشقر «أشرف الناس، وأعز الناس» المشاركة في مأتم شاب من خيرة الشباب، متمنياً من الجميع أن يضعوا جانباً خلافاتهم السياسية ويشاركوا لأجل لبنان لأن الشهيد المقبل قد يكون من فريقهم.
مسؤول الشباب والطلاب في حركة اليسار الديموقراطي أيمن أبو شقرا، رأى أن وقاحة الجريمة لن تسمح للشباب بالبقاء في المنازل، فيما أكّد رئيس مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية دانيال سبيرو على المشاركة الفعالة تحت لواء العلم اللبناني وشعارات 14 آذار القديمة وغير المتجدّدة. وقالت مصادر في 14 آذار إن هناك قراراً مبدئياً بإعادة خيمة الحرية، على أن يقتصر اليوم على حضور أعداد قليلة تحضيراً للأيام المقبلة. كما أكدت أن التوجه نحو قصر بعبدا مستبعد حتى الساعة، لكونه يحتاج إلى قرار سياسي.
وأضاء طلاب المنظمات الشبابية في قوى 14 آذار مساء أمس الشموع أمام بيت الكتائب المركزي.
من جهة أخرى، أبدت قوى المعارضة استنكارها للجريمة مشيرة إلى أن الهدف الأول من الجريمة هو المعارضة، وخصوصاً أنها قررت النزول إلى الشارع. مسؤول الشباب في التيار الوطني الحر فادي حنا أكد أن التحضيرات للمشاركة في تشييع الشهيد انتهت، وأن التيار سيدعو مناصريه للمشاركة في تشييع شهيد الوطن، وليس تحت أي شعار سياسي. ورأى مسؤول الشباب والطلاب في الحزب السوري القومي الاجتماعي صبحي ياغي «أن المشاركة في ظل الاتهام الفوري لسوريا وحلفائها الذين نحن منهم»، صعب وممنوع حتى لو وجدت الرغبة. وفيما تعذّر الاتصال بشباب «حزب الله»، قال رئيس مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل حسن اللقيس، إنّه شرف لحركة أمل أن تكون موجودة في التشييع، لكنّ «تهمة النظام السوري استفزتنا... لذلك لن نمشي معهم».
وبقي لقوى يسارية موقفها المحايد، فرأى مسؤول قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني سمير دياب أن الدعوة أتت للمشاركة في التشييع في إطار تجييش الشارع، لذلك فإنّ الحزب الشيوعي لن يشارك مشيراً إلى أن واجب العزاء قُدِّم.