طرابس ــ صفوح منجّدصيدا- خالد الغربي

شهدت أحياء التبانة والحارات الشعبية في طرابلس تجمعات شبابية تدعو إلى المشاركة المكثّفة في تشييع الوزير بيار الجميل ظهر اليوم في بيروت. وتحوّلت هذه التجمّعات عند ظهيرة يوم أمس الى تظاهرات صغيرة، هتف خلالها المتظاهرون بالدعوة الى التحرك باتجاه بعبدا، إضافة الى شتائم مختلفة لقوى المعارضة.
وأشارت مصادر في قوى 14 آذار إلى أنها تلقّت تعليمات مشدّدة من قياداتها في العاصمة تقضي بإعلان حالة استنفار في أوساط مناصريها ومحازبيها وحثهم بكل السبل على تأمين مشاركة طرابلسية وشمالية واسعة في مسيرة التشييع.
وأكدت هذه المصادر أن تيار المستقبل يعوّل على مشاركة واسعة من مناصريه في طرابلس وعكار والضنية والمنية والقلمون، حيث تم تأمين أوتوبيسات بمختلف الأحجام إضافة الى السيارات الخاصة و«التاكسيات» لنقل هؤلاء المناصرين الى العاصمة، وأعطيت التعليمات بضرورة التحرك في ساعة مبكرة، لتفادي الازدحام على الطرقات بين الشمال والعاصمة.
ولوحظ أمس انتشار لجان مشتركة من قوى 14 آذار وبصورة خاصة من تيار المستقبل، تتنقل بين قرى الضنية وعكار، حاثّة المواطنين على المشاركة الشعبية في التشييع، وتوزيع أرقام السيارات والأوتوبيسات وتحديد أماكن التجمع والانطلاق. وشارك نواب هذه المناطق في جولات التعبئة هذه الى جانب الاطلاع على الإجراءات الميدانية لتأمين نقل المواطنين.
وأفادت الأوساط المتابعة بأن التعليمات أعطيت لمناصري قوى 14 آذار بحمل الأعلام اللبنانية فقط إضافة الى صور شهداء ثورة الأرز، والتزام الشعارات والهتافات المعدّة لمسيرة التشييع الشعبي.
وذكر أصحاب الكاراجات ومكاتب السفر بين طرابلس وبيروت والمناطق، أن جميع مركبات النقل قد استأجرها تيار المستقبل، إضافة الى أطراف أخرى منضوية في قوى 14 آذار وبينها مؤسسة الوزير محمد الصفدي، حيث بلغت قيمة استئجار المركبة الواحدة ما بين مئة ومئتي ألف ليرة تبعاً لحجم المركبة.
وأشارت المصادر إلى أن تعليمات أعطيت للقوى الأمنية بوجوب الانتشار ابتداءً من ليل أمس في عدد من قرى ومناطق وبلدات الكورة والبترون لتأمين الانتقال منها باتجاه العاصمة وأثناء العودة إليها، للحيلولة دون حصول أي احتكاك بين الأطراف المحلية.
ولهذه الغاية عقدت سلسلة من الاجتماعات يوم أمس ضمت ممثلين عن القوات اللبنانية وحزب الكتائب إضافة الى ممثلين عن نواب هذه المناطق لتدارس خطوات التعبئة الشعبية.
أمّا في قرى شرق صيدا، فخيّم الحزن حداداً على الوزير بيار أمين الجميل، ولوحظ ميل هذه القرى إلى الهدوء عموماً. فلم تسجل أية انفعالات تُذكر باستثناء محاولات يتيمة لقطع طريق صيدا ـ جزين، ولم يسجل في العديد من البلدات رفع للافتات أو صور الجميل.
وفي مدينة صيدا، نشطت الماكينة التابعة لتيّار الحريري من أجل توفير أكبر حشد شعبي صيداوي في التشييع، وتوجه المسؤولون عن هذا التيار الى المواطنين بالإشارة الى ان المشاركة تمثل تأكيداً للمحكمة الدولية وحماية حكومة الرئيس السنيورة، واتخذت الهيئات التجارية والاقتصادية والصناعية والعمالية في المدينة قراراً بالإضراب والتوقف عن العمل والمشاركة في التشييع.