strong>مهى زراقط
«العصفور» هو لقب الشهيد سمير الشرتوني. يناديه به رفاقه في حزب الكتائب، كما أبناء بلدته شرتون الذين اجتمعوا أمس في قسم الطوارئ في مستشفى مار يوسف في الجديدة لتسلّم جثمانه.
لقبه «العصفور» لأن قلبه «مثل قلب العصفور، مثل طفل صغير. يخدم الجميع وكل أهل القرية يحبونه»، تقول ابنة بلدته التي حبست دموعها. ويضيف رفيقه الكتائبي: «كل الصفات الحسنة يمكنك قولها عنه من دون الخوف من تأنيب الضمير، فقد كان محبوباً من الجميع».
سمير الشرتوني (54 عاماً) هو أب لثلاثة شبان: شربل وبشير وأمين. كتائبي منذ الطفولة، وكان مرافقاً لبيار الجميّل الجد، «هو عضو في فرقة الصخرة في الحزب ومهمة هذه الفرقة مرافقة الشخصيات»، يقول رفيقه موضحاً «لكنه ليس متفرّغاً في الحزب ولا يتقاضى بدلاً عن عمله فيه، هو يحب الحزب ويحب الشيخ بيار لذلك يرافقه».
يعمل سمير الشرتوني وكيلاً لمطحنة، يوزع الطحين صباحاً على الأفران، وعندما ينهي عمله يعود إلى مركز الحزب. ليس مرافقاً يومياً للوزير الجميّل، عندما وقعت عملية الاغتيال لم يكن أحد من عائلته يعرف أنه معه. «ضيّعوه» كما يقول قريبه جهاد الشرتونيويوضح شقيقه جوزف: «عندما سمعنا عن عملية الاغتيال أتيت إلى المستشقى لأطمئن إلى الشيخ بيار، وهنا علمت أن سمير كان معه وأنه مصاب. هو يرافقه لأنه يحبه وليس لأنها مهنته».
الحزن والصدمة لا يتيحان لجوزف أن يقول المزيد، وكذلك أبناء الشهيد الثلاثة الذي حافظوا على تماسكهم حتى اللحظة التي فتح فيها البراد وطُلب من الخوري الدخول للصلاة على راحة نفسه. دخلوا معه وخرجوا منهارين، الواحد تلو الآخر.
وفي انتظار خروجهم كانت روايات الموجودين في الباحة الخارجية تتضارب عن طريقة إصابته وحجمها. تقول سيدة من بلدته إنه هو من كان يقود السيارة ويؤكد آخر أن الجميل هو الذي كان يقودها لكن «عندما أصيب الوزير اعتقد سمير أن إصابته لا تزال سطحية فرمى جسده فوقه ليغطيه».
لا مزيد من الكلام. الصمت هو السيد ووحدها نشرة أخبار الثالثة عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال» التي تعرض لحالة الانتظار التي يعيشونها تعيد أجواء الحركة إلى الحاضرين: «كان يفترض أن يسلمونا الجثمان عند الساعة الواحدة لكنهم عادوا وطلبوا تشريح الجثة. هذا ما فعلوه أيضاً بجثمان الجميّل الذي لم يتسلّمه أهله إلا عند التاسعة صباحاً».
الثالثة والنصف، يخرج النعش ملفوفاً بعلم الكتائب ويتجه به أقارب الشهيد إلى بلدته شرتون على أن يعودوا به اليوم إلى كنيسة مار جريس المارونية في بيروت للصلاة على الجثمان، مع جثمان الشهيد بيار الجميل.