لم يُفهم ما أراده وزير الداخلية والبلديات بالوكالة الدكتور احمد فتفت برفعه اشارة النصر بأصبعين من كلتا يديه وهو يهم بدخوله كنيسة مار جرجس في وسط بيروت امس برفقة وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض. صحيح انهما استقبلا بالتصفيق والهتاف الا ان معوض ردت عليهما ملوحة بيدها اليمنى، فيما اعتمد مرافقها ما هو أبعد من التحية ذاهباً الى اعلان النصر، مثيراً بذلك جملة تساؤلات: هل من نصر وسط الفاجعة والحزن العارم المتحلق حول جثمان وزير شاب يبكيه والده رئيس الجمهورية الاسبق ومعه الالافوهل من نصر والقتلة الذين اردوا ضحيتهم في وضح النهار يسرحون ويمرحون سافري الوجوه؟ اي نصر في مخيلة الوزير الطبيب الذي اعلن القطيعة مع «الأخبار» فحرمنا بذلك من الجواب ومن ربح المليون!والتساؤلات لم تتوقف عند باب الكنيسة فامتدت الى داخلها لتتحول همسات تمحورت عن سبب تخطي الرئيس امين الجميل للرئيس نبيه بري دون مصافحته، وهو الذي حسم امره غير آبه بنصائح حرسه الشخصي، وجاء الى الكنيسة بعد ان اجلس النائب عبد اللطيف الزين مكانه في عملية تمويه ربما ليتبين لاحقاً ان «الحق على الكاميرا» التي لم تلتقط لحظة وصول بري الى مدخل الكنيسة وسط صرخات احتجاج (سمع مثلها نواب من كتلته) ومسارعة الجميل لاستقباله ومعانقته قائلاً: «انت الضمان والامان لخلاص البلد».
أما التساؤل عن الحفاوة التي حظي بها مفتي صور وجبل لبنان السيد علي الامين واجلاسه في الصف الاول الى جانب عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده وقائد الجيش العماد ميشال سليمان فلا يحتاج الى عناء تفكير مع جماعة 14 آذار الماضين في «تلميع صورته» والتي لاقاها من ساحة الشهداء خطيب راح يرحب بالوافدين اليها معدداً المدن والمناطق باسمها باستثناء الضاحية التي اضاف اليها كلمة «الضحيةوالحفاوة لم تقتصر على الامين بل امتدت الى «الخل الوفي» الوزير شارل رزق الذي فرجت اساريره وهو يسمع من يناديه «فخامة الرئيس.. فخامة الرئيس». اما وفد الجماعة الاسلامية برئاسة اسعد هرموش فحظي بترحيبين حارين واحد من المتجمعين وآخر من وزير الاتصالات مروان حمادة الذي جاء به الى منصة الخطباء وساواه بذلك مع الرئيس والشيخ والحكيم والبيك.
ولغنوة جمهورها الواسع ايضاً الذي علت صيحاته لحظة ظهورها وكذلك لدى ظهور زميلها في «تيار المستقبل» الوزير الاصيل المستقيل حسن السبع وكأن لسان حاله يناديه: «لا تتركنا في بحر هائج».
لاكتمال المشهد لا بد من وصاية دولية ومبادرة عربية. في الاولى ها هو دوست بلازي وفي الثانية هناك عمرو موسى مع توضيح للسفير السعودي عبد العزيز خوجة ينصح فيه باستبدال كلمة مبادرة بـ«مساعدة».
(الأخبار)