البقاع ــ عفيف دياب
لم يكن البقاع في تشييع جنازة وزير الصناعة بيار الجميل أمس على قدر أمل الذين دعوا أبناء المنطقة للمشاركة الكثيفة. فالدعوات من نواب حاليين وسابقين وشخصيات وجمعيات وتيارات وجمعيات عائلية ورجال دين كانت أكثر من أن تحصى. فـ«المبارزة» في بث أسماء الداعين للمشاركة أخذت طابعاً تنافسياً أكثر مما كانت عملية ــ ميدانية في حشد الجمهور البقاعي والمشاركة في تشييع الجميّلمشهد البقاع أمس كان مغايراً عن مشاهد المناسبات الأخرى المماثلة في فترات سابقة. فتلبية الدعوة اقتصرت على «الأهل»، وعلى بعض المناطق والقرى، وإن كان الحزن والإقفال التام قد عمّا البقاع من شماله إلى جنوبه. وكان بارزاً عمل تيار المستقبل في البقاعين الأوسط والغربي على حشد «جمهوره»، ولكن تلبية الدعوة لم تكن «مميزة» هذه المرة نتيجة «الخلافات» التي تعصف في صفوف تيار المستقبل والتنافس على «الأمر لي»! وقد ظهر هذا الأمر جلياً في الشريط «الإخباري» الذي بثه تلفزيون المستقبل ليل أول من أمس، إذ كانت الدعوات الموجهة من شخصيات وجمعيات وأندية بقاعية «تابعة» لتيار المستقبل بشكل أو بآخر، التي تحث أبناء المنطقة على المشاركة الكثيفة قد أبرزت وجوه «الخلاف» و«التنافس» الدائر في صفوف التيار في البقاعين الأوسط والغربي، وهذا ما أدى إلى حدوث «اعتكافات» محلية عن تلبية الدعوات إلى المشاركة في تشييع الجميّل.
ولكن بقي الأبرز في مشاركة البقاع غياب التيار الوطني الحر عن الحضور.
ميدانياً، تابع مراسلو «الأخبار» في البقاع أجواء «المشاركة» البقاعية في تشييع الوزير الراحل بيار الجميل. وقالت مراسلة «الأخبار» في البقاع الأوسط نيبال الحايك إن محازبي وأنصار «القوات اللبنانية» لبوا دعوة قائدهم سمير جعجع وانطلقوا من زحلة وجديتا وقب الياس بحافلات وهم رافعون أعلام القوات وصور جعجع والراحل الجميل، كما أن قافلة كبيرة من محازبي وأنصار الكتائب اللبنانية انطلقت منذ الصباح الباكر من زحلة والقرى المجاورة نحو ساحة الشهداء في بيروت.
وقال مراسل «الأخبار» في البقاع الشرقي نقولا أبو رجيلي إن عشرات الحافلات الصغيرة وفرها تيار المستقبل نقلت «الأنصار» من عرب الفاعور وشهابية الفاعور وكفرزبد وعرب الفيضة وعرب الموالي ــ المشرفة، فيما تولت حافلات أمّنها حزب الكتائب والقوات اللبنانية نقل المئات من عين كفرزبد (أنصار القوات) وتربل ورياق وأبلح والفرزل. وأشار إلى أن المشاركة الشعبية من قرى قوسايا ودير الغزال ورعيت كانت خجولة جداً.
ومن البقاع الغربي أفاد مراسل «الأخبار» أسامة القادري بأن تيار المستقبل وجمعياته وأنديته ونوابه في المنطقة عملوا على توفير كل «الإمكانات» لنقل المشاركين من أبناء المنطقة إلى بيروت، فيما كانت المشاركة من قرى غرب بحيرة القرعون متوسطة.
وقال مراسل «الأخبار» في راشيا إن الإقفال التام شمل مدينة راشيا وقرى القضاء، وأقلت عشرات الحافلات أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الذين شاركوا بكثافة في تشييع الجميل. وأشار إلى أن قياديين من تيار المستقبل في المنطقة أشرفوا على نقل المشاركين إلى بيروت.
ومن بعلبك أفادت مراسلة «الأخبار» عبادة كسر بأن أنصار تيار المستقبل في المدينة شاركوا في تشييع النائب الجميل. وقالت إن «عشرات الحافلات نقلت المئات من أهالي بلدة عرسال إلى بيروت»، وإن المشاركة «العرسالية» كانت كثيفة.