صيدا ــ خالد الغربي
لبّت مدينة صيدا دعوة تيار المستقبل والهيئات الاقتصادية والتجارية والعمالية إلى الإضراب، فعمّ الإقفال معظم المؤسسات التجارية، ولا سيما في السوق التجاري الذي بكّر رئيس جمعية التجار في المدينة علي الشريف في الحضور إليه للتأكيد على دعوة الإضراب والطلب من أصحاب المؤسسات عدم فتح محالهم. كما أقفلت المدارس أبوابها، وفتح العديد من محال الورش الصناعية في المدينة الصناعية أبواب محالهم.
وفي وقت كانت فيه سيارات ترفع مكبرات الصوت تجوب شوارع المدينة وتدعو إلى المشاركة الكثيفة، تلبية لنداء رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، حيث احتشد العديد من المواطنين في الأحياء للانتقال إلى بيروت بواسطة الحافلات التي أمنها تيار المستقبل حيث رفعت صور الرئيس رفيق الحريري وصور نجله سعد ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والأعلام اللبنانية، وتجمعت عشرات الحافلات والفانات عند مسجد الحاج بهاء الدين الحريري وثانوية الحريري قبل الانطلاق إلى بيروت وسط إجراءات أمنية سادت معظم شوارع المدينة وفرتها عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وعمل شبان من شباب المستقبل يرتدون سترات زرقاء كتب عليها «لن ننسى» على تنظيم المرور عند نقطة الأولي، حيث التقت الحافلات «الحريرية» مع الحافلات «القواتية» الوافدة من عدد من القرى. وعلى الرغم من المشاركة الواسعة لتيار الحريري في صيدا، الا أن المعنيين لاحظوا أن المشاركات السابقة (14 آذار وشباط) كانت أوسع على الرغم من تأكيدات المنظمين للناس بضرورة عدم اعتبار الحشد فقط مشاركة في تشييع الجميل، بل أيضاً مبايعة للنائب سعد الحريري.
وفي شرقي صيدا، التي خيم عليها الحداد والحزن مع إضراب عام، تفاوتت نسبة المشاركة بين قرى مسيحية تدين بالولاء للقوات اللبنانية وتلك الخاضعة لنفوذ التيار الوطني الحر. لكن ما يمكن قوله أن ما ينطبق على حشد صيدا ينطبق على قرى شرقها، ويرجح أنها مشاركة أقل بكثير من المشاركات السابقة، وإن كان القواتيون ومعهم أنصار الكتائب قد أشاروا إلى أن أبناء القرى قد غادروا في وقت مبكر ليتمكنوا من الوصول باكراً إلى مكان التشييع.
وفي صور، أفادت مراسلتنا أمال خليل بأنّ عشرات الباصات اتجهت من قرى منطقة صور إلى بيروت رافعة الأعلام اللبنانية والحزبية. وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة والمؤسسات والإدارات العامة والمصارف أقفلت أبوابها في صور والمنطقة، في حين سجلت حركة اعتيادية في الأسواق التجارية في المدينة. وفيما توجّه المئات من أبناء المدينة وقراها إلى بيروت للمشاركة في التشييع، رأى جمهور المعارضة في المدينة أن إلغاء موعد نزولهم ليس إلا وهماً بانتظار التوقيت الجديد.